دق، أمس، رئيس المدرسة الوطنية لخبراء الهندسة المعمارية، عبد الحميد بوداود، ناقوس الخطر الذي يتهدد الحظيرة الوطنية للسكن، والتي سجلت أكثر من 3.8 مليون بناية هشة آيلة للانهيار في أي لحظة وتستدعي التدخل العاجل لإعادة تهيئتها، مشيرا إلى أن ولاية الجزائر أحصت لوحدها إلى غاية ديسمبر الفارط 260 بناية مهددة بالانهيار متواجدة عبر 7 بلديات. وشدد ذات المسؤول خلال الندوة التي نظمت بمقر جريدة المجاهد، أمس، على ضرورة إنشاء وكالة وطنية لإعادة تهيئة البنايات القديمة، خاصة وأن 35 بالمائة من إجمالي وحدات الحظيرة الوطنية للسكن تم إنشاؤها قبل سنة 1945، و20 بالمائة قبل 1962 و17 بالمائة قبل 1978. وأضاف بوداود أن العاصمة أكثر الولايات تضررا، حيث يتهدد الانهيار حوالي 260 بناية من ضمن 17617 بناية قديمة شملتها عمليات التشخيص والمعاينة، متواجدة عبر 7 بلديات هي باب الواد، سيدي محمد الجزائر الوسطى، حسين داي، المدنية، الحراش وبلوزداد، مشيرا إلى أن بلديتي سيدي محمد والجزائر الوسطى هما البلديتان الأكثر تضررا وأن بلدية باب الواد هي البلدية الأقدم والأكثر كثافة على المستوى العالمي، بإحصائها ل 180 ألف ساكن يعيشون على مساحة لا تتجاوز 2 كلم مربع، مما يستدعي التدخل العاجل لتفادي كارثة حقيقية في حال حدوث أضعف هزة أرضية. وفي مقاربة رياضية، قال ذات المسؤول إن احتمال انهيار البناءات الهشة غير مستبعد وهو يتهدد أرواح قرابة 12 مليون جزائري يعيشون تحت أسقفها. وأكد ذات المتحدث على إلزامية فرض دفتر أعباء خاص بكل بناية، يجب على الوكالات العقارية التقيد به يبيّن مدى قوة وصحة البناية أو السكن، مطالبا جميع رؤساء البلديات على المستوى الوطني بالكشف عن وضع البنايات بكل بلدية، خاصة في ظل ارتفاع نسبة شغل البنايات والذي ارتفع حاليا إلى 9 بالمائة بفعل تفاقم أزمة السكن، فضلا عن التجاوزات التي يقوم بها بعض المواطنين، كإدراج تغييرات على مستوى الشقق، وكذا تزايد عامل الرطوبة، خاصة بالبلديات القريبة من الساحل، مما يزيد من نسبة هشاشة الإسمنت والحديد وتدهور قنوات مد المياه وشبكات توصيل الكهرباء والغاز والتي لا تتجاوز مدة صلاحيتها 30 سنة. من جهة أخرى، أشار ذات المتحدث إلى وجود 1 مليون و500 ألف سكن شاغر على المستوى الوطني، أي ما يعادل 25 بالمائة من الحظيرة الوطنية، داعيا إلى وجوب فرض ضرائب متزايدة على أصحاب تلك السكنات للتقليل من ظاهرة تفاقم السكن الشاغر. كما أوضح أن الجزائر قد سجلت 1 مليون و175 ألف بناية غير مكتملة. من جانبه، قال مدير مخبر مراقبة التقنية والتجارب للهيئة الوطنية للمراقبة التقنية، مراد أوقاسي، إن العديد من المرافق الاستراتيجية بالعاصمة تتطلب إعادة تهيئة مستعجلة، كمستشفى مصطفى باشا وملعب 5 جويلية والحظيرة الأولمبية وقاعة حرشة ومستشفى الشراڤة والمدرسة الوطنية للإدارة، وغيرها، حيث أن هذه المرافق الخدماتية لم تشملها برامج المعاينة منذ مدة طويلة.