نبّه رئيس المدرسة الوطنية لخبراء الهندسة المعمارية، عبد الحميد بوداود، إلى الخطر المحدق بسكان الجزائر جراء تدهور الحظيرة الوطنية للبنايات، بحيث تم تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين بناية قديمة وهشة تستدعي التدخل العاجل لإعادة تهيئتها. كشف رئيس المدرسة الوطنية لخبراء الهندسة المعمارية عن وجود أكثر من 3.8 ملايين بناية قديمة على المستوى الوطني هي بحاجة إلى عمليات إعادة تهيئة كاملة. وأكد على ضرورة إنشاء وكالة وطنية لإعادة تهيئة البنايات القديمة خاصة أن 35 بالمائة من إجمالي الحظيرة الوطنية للبنايات تم إنشاؤها قبل سنة ,1945 و20 بالمائة قبل ,1962 و17 بالمائة قبل .1978 كما أضاف أن العاصمة وحدها قد أحصت مؤخرا 259 بناية مهددة بالانهيار من ضمن 17617 بناية قديمة شملتها عمليات المعاينة، 13000 منها تمثل سكنات وهي متواجدة عبر 7 بلديات هي باب الواد، سيدي امحمد، الجزائر الوسطى، حسين داي، المدنية، الحراش وبلوزداد. وأشار إلى أن بلديتي سيدي امحمد والجزائر الوسطى هما البلديتان الأكثر تضررا، وأن بلدية باب الواد هي البلدية الأقدم والأكثر كثافة على المستوى العالمي بإحصائها 180 ألف ساكن على مساحة لا تتجاوز 2 كلم مربع، مما يستدعي التدخل العاجل لتفادي كارثة حقيقية في حال حدوث أبسط هزة أرضية. كما أوضح أن 15 بالمائة من البنايات المهددة بالعاصمة هي مصنفة في الخانة الثالثة و1 في المائة مصنفة في الخانة الرابعة. وأكد المتحدث ذاته على إلزامية فرض دفتر أعباء خاص بكل بناية، وكذا فرض الوكالات العقارية على البائعين وجود دفتر يبين مدى قوة وصحة البناية أو السكن، مطالبا جميع رؤساء البلديات على المستوى الوطني بالكشف عن وضع البنايات بكل بلدية خاصة في ظل ارتفاع نسبة شغل البنايات إلى 9 بالمائة بفعل تفاقم أزمة السكن. فضلا عن التجاوزات التي يقوم بها بعض المواطنين كإدراج تغييرات على مستوى الشقق، وكذا تزايد عامل الرطوبة خاصة بالبلديات القريبة من الساحل، مما يزيد من نسبة هشاشة الإسمنت والحديد وتدهور حالة قنوات المياه وشبكات توصيل الكهرباء والغاز والتي لا تتجاوز مدة صلاحيتها 30 سنة بالنسبة للكهرباء والغاز و100 سنة بالنسبة للإسمنت. من جهة أخرى أشار المسؤول إلى وجود 1 مليون و500 ألف سكن شاغر على المستوى الوطني، أي ما يعادل 25 بالمائة من الحظيرة الوطنية، داعيا إلى وجوب فرض ضرائب متزايدة على تلك السكنات للتقليل من الظاهرة. كما أوضح أن الجزائر قد سجلت 1 مليون و175 ألف بناية غير مكتملة. من جانبه، قال مدير مخبر مراقبة التقنية والتجارب للهيئة الوطنية للمراقبة التقنية، أوقاسي، أن العديد من البنايات الإستراتيجية بالعاصمة تتطلب إعادة تهيئة مستعجلة كمستشفى مصطفى باشا وملعب 5 جويلية، والحظيرة الأولمبية وقاعة حرشة ومستشفى الشرافة، والمدرسة الوطنية للإدارة وغيرها.