في تطور جديد للصراع الذي تشهده اليمن بين الحكومة والمسلحين الحوثيين، تدخل الجيش السعودي بالياته العسكرية في الحرب ضد الحوثيين في مناطق داخل اليمن، حسب ما جاء في تصريح لجماعة الحوثي، التي أكدت أن الطائرات الحربية واصلت أمس قصفها لمناطق على شمال اليمن وتحديدا منطقة الملاحيظ، إضافة إلى عدة قرى عند الحدود. وهي المؤشرات التي تدل على حرب طائفية في المنطقة بين السعودية وإيران، هذه الأخيرة التي اتهمت بدعم الحوثيين في اليمن . الاتهامات المتبادلة بين السعودية وإيران حول الحرب الدائرة رحاها بين الحكومة والحوثيين في اليمن، ودخول الجيش السعودي في الحرب ضد الحوثيين،كلها بوادرحرب طائفية في اليمن، هذه الأخيرة التي يرى فيها المحللون السياسيون، أنها أضحت حلبة جديدة لصراع طائفي بين الرياضوطهران، لأجل تمرير أجندات من خلال دعم إيران للحوثيين في صعدة شمال البلاد لتعزيز نفوذها في العالم العربي، ودفاع السعودية بقوة عن نفوذها في منطقة الخليج، ولا تريد أن تقع بين مخالب إيران على حدودها من ناحية اليمن. السعودية هي الحليف الرئيسي لليمن إلى جانب الولاياتالمتحدة، خاصة وأن الحكومة اليمنية تعتمد على المساعدات المالية السعودية، وعليه تدخل الجيش السعودي في الصراع داخل اليمن كان متوقعا، سيما يعد فشل الحكومة اليمنية في وقف العمليات المسلحة للحوثيين في صعدة بالشمال رغم سياسة "الأرض المحروقة" الذي انتهجتها صنعاء في أوت الماضي، إلا أن التدخل السعودي المباشر في الصراع داخل اليمن، سيقابل بالرفض من قبل اليمنيين لشعورهم بتعرض جارتهم الشمالية إلى الاعتداء وهي المشاعر التي يرى فيها المراقبون الدوليون أنها ستستغل من جهات أجنبية سيما أمريكا وإسرائيل لتفجير الوضع أكثر ما هوعليه. السعودية تنظر للحوثيين على أنهم عملاء لإيران التي تعتبر الخصم الأكبر في المنطقة، ويظهر دلك جليا من خلال اتهام الرياضلطهران بدعم الحوثيين في صعدة، رغم أن السعودية هي الأخرى دعمت قبائل الزيدية من أجل الوصول إلى أعلى المراتب في السلطة في اليمن، وهذا من أجل تأمين حدودها لأي تسلل محتمل من قبل المسلحين الذين يتخذون من اليمن مركزا لهم ومن بينهم الكثير من السعوديين . ويعتبر المحللون السياسيون أن الصراع في شمال اليمن أضحى صراعا سعوديا، إيرانيا على غرار الصراع داخل لبنان، وهذا من خلال دعم إيران حزب الله الشيعي الذي يتزعم المعارضة، ودعم السعودية من جهتها تيار المستقبل السني زعيم الأغلبية النيابية.حيث أضحت اليمن لعبة إقليمية بيم فكي طهرانوالرياض لأغراض مصلحية في المنطقة وأن أي حل من شأنه إيقاف نار الفتنة التي تشتعل في اليمن، مرهون بالتوافق السعودي الإيراني . وعليه فقد بات واضحا أن الصراع في اليمن، هولأجل نشر أجندات في المنطقة على حساب الشعب اليمني ، من خلال التوسع الحوثي جهة البحر الأحمر بهدف الحصول على موطئ قدم إيراني فيها، كونه يكتسب أهمية استراتيجية في حركة الملاحة الدولية، والتي ستستخدمها طهران كورقة جديدة في مفاوضاتها مع واشنطن حول ملفها النووي، فيما تخشى السعودية التي تعتبر أكبر حليف للولايات المتحدة من أن يمكن الصراع الدائر رحاه في اليمن، الحوثيين الشيعة من اكتساب موطئ قدم أقوى في البلاد .