بدأت امس قمة غزة الطارئة التي تعقد بدعوة من أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بدأت في الدوحة بقطر، بمشاركة قادة وممثلي عدد من الدول العربية والإسلامية لبحث الوضع في قطاع غزة بعد ثلاثة أسابيع من العدوان الإسرائيلي. وتميزت الاشغال باعلان دولة قطر وجمهورية موريتانيا تجميد علاقاتهما السياسية والاقتصادية بإسرائيل. علما أن لموريتانيا سفارة إسرائيلية بالعاصمة نواكشوط وعلاقات دبلوماسية كاملة، في حين تكتفي قطر بمكتب تنسيق تجاري بينها وبين إسرائيل. وقال رئيس وزراء قطر نقلا عن الجزيرة بخصوص غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أشغال القمة: ان عباس اعتذر عن حضور قمة غزة الطارئة بسبب تعرضه لضغوط.. فيما قال عباس: إذا حضرت قمة غزة الطارئة فسأكون ذبحت نفسي من الوريد إلى الوريد وقال رئيس الوزراء القطري أيضا: دعونا الفصائل الفلسطنية لحضور القمة بعد اعتذار محمود عباس عن الحضور. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني افتتح قمة غزة عصر أمس لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد مضي 21 يوما على بدئه. ويشارك في القمة قادة وممثلو 13 دولة عربية وقادة وممثلو أربع دول إسلامية إلى جانب ممثل للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. وقال الشيخ حمد في كلمته الافتتاحية إن حضور القمة لا يتناقض مع التنادي لأي قمم أخرى، مؤكدا مشاركته في قمة الكويت المقبلة، كما شارك أمس في القمة الخليجية بالرياض. وأعرب أمير قطر عن أمنيته لو أن جميع إخواننا معنا، حبذا لو تدارسوا معنا على نفس الطاولة حتى لو كان لديهم رأي آخر لمناقشة رفع العدوان على غزة بشكل جماعي. وأضاف: كان بودنا أن يحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة معاناة شعبه، لكنه آثر عدم الحضور. وأكد أنه سيقدم للقمة نفس الكلمة التي ألقاها في قمة مجلس التعاون الخليجي أمس ووضعها كورقة عمل. وعقب كلمة رئيس القمة الشيخ حمد بن خليفة، ألقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كلمة باسم الفصائل الفلسطينية شكر فيها دولة قطر على الدعوة للقمة وكذا القادة المشاركين لحضورهم القمة، قائلا: إن ذلك يثبت أن الأمة لا تزال بخير. مؤكدا نجاح المقاومة في صد العدوان الإسرائيلي. وأشار خالد مشعل في كلمته الى أن هدف العدوان على غزة شطب المقاومة لتصبح الساحة خالية أمام شروط التسوية الإسرائيلية الأميركية. وأضاف: أن فصائل المقاومة تجاوبت مع التهدئة قبل ستة أشهر رغم ثقتها بأن الاحتلال لا يفي بوعوده، مشيرا إلى أنه ظل يخرق التهدئة ولم يرفع الحصار عن القطاع. وجدد مشعل مطالب المقاومة والمتمثلة في وقف العدوان وانسحاب الاحتلال ورفع الحصار، وفتح المعابر خاصة معبر رفح الذي وصفه بأنه معبر فلسطيني مصري، مشددا على أن المقاومة لن تقبل بالشروط الإسرائيلية لوقف النار. كما طالب القمة بأن تحمل إسرائيل مسؤولية ما حدث من دمار وضحايا، ورفع دعوات لمحاكمة قادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية، والتأكيد على حق المقاومة ووقف كل أشكال التطبيع والعلاقات مع إسرائيل وتفعيل المقاطعة معها، إضافة إلى الدعوة لإعادة إعمار غزة. كما دعا إلى رعاية عربية للمصالحة الوطنية الفلسطينية. من جانبه، دعا الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته الدول العربية إلى قطع كل العلاقات المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل احتجاجا على العدوان بغزة، معتبرا أن مبادرة السلام العربية مع إسرائيل ماتت. وطالب بنقلها من سجل الأحياء إلى سجل الأموات. من جهته، دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى وقفة ضمير ووحدة موقف لهول المصاب في غزة، مشيرا إلى أن لبنان تعرض دائما لاعتداءات إسرائيلية لم تدحر المقاومة. وأضاف: أن هذا الاجتماع يجب أن لا يكرس سياسة المحاور، ويجب أن يبلور موقفا عربيا موحدا. وشدد الرئيس السوداني عمر البشير على ضرورة التوافق العربي الحازم للتصدي للعدوان الغاشم. وقال: إن إسرائيل ردت على المبادرة العربية بالقتل، وأكد البشير أن رفع شعار السلام لا يعني الخضوع والمذلة وتصفية القضية. أما رئيس جزر القمر أحمد عبد الله سامبي، فوصف غزة بأنها كانت سجنا كبيرا، وأصبحت مقبرة كبيرة، وشدد على ضرورة عدم السماح للخلافات العربية بخذلان غزة. ودعا طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقية إلى العمل على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، كما طالب بإدانة العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر مع تدشين حملة إغاثة عالمية. من جهته، تطرق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدا أن قضية غزة تكرار لقضية لبنان، وقضية لبنان تكرار لجنين، وجنين تكرار لدير ياسين وغيرها من المجازر الإسرائيلية البشعة. وطالب أحمدي نجاد بمقاطعة كل المنتجات الإسرائيلية وكذلك جميع الشركات ذات الصلة بالكيان الصهيوني. وقد شارك في القمة، إضافة إلى أمير قطر رؤساء الجزائر عبد العزيز بوتفليقة والسودان عمر حسن البشير وسوريا بشار الأسد ولبنان ميشال سليمان وجزر القمر أحمد عبد الله سامبي ورئيس المجلس العسكري الحاكم بموريتانيا محمد ولد عبد العزيز. ومثل العراق طارق الهاشمي نائب الرئيس جلال الطالباني، والمغرب وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، وليبيا أمين اللجنة الشعبية العامة (البرلمان) البغدادي المحمودي، وسلطنة عُمان وزير خارجيتها يوسف بن علوي عبد الله، في حين يمثل جيبوتي وزير الأوقاف حامدي عبدي سلطان، والصومال محمد عمر دلها نائب رئيس البرلمان. كما شارك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والرئيس السنغالي عبد الله واد بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ووفد تركي برئاسة نائب رئيس الوزراء، فضلا عن مبعوث خاص للرئيس الاندونيسي. وبالنسبة للفصائل حضر القمة، بالإضافة إلى مشعل، كل من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح والأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة أحمد جبريل.