رغم نفي الحكومة المصرية أنباء نشرتها وسائل إعلامية إسرائيلية ، حول قيام السلطات المصرية بالشروع في إقامة جدار فولاذي تحت الأرض على امتداد محور صلاح الدين الفاصل بين أراضيها و قطاع غزة ، في محاولة منها لخنق قطاع غزة من خلال منع مرور المواد الغذائية و الأدوية عبر الأنفاق لسكان القطاع ، أكدت وسائل إعلامية مصرية مستقلة و ذلك نقلا عن خبراء و أمنيين مصريين ، شروع الحكومة المصرية في إنشاء جدار حديدى في منطقة الشريط الحدودى مع قطاع غزة. وذكرت ذات المصادر أنه تم بالفعل إنشاء بضع كيلومترات ومئات الأمتار من "الجدار العظيم"، الذى لا يبدو ظاهرا للعيان ، حيث أنشئ تحت سطح الأرض بعمق يصل إلى عشرات الأمتار .مشيرة إلى أن ما تم زرعه في باطن الأرض من الجدار ، هو عبارة عن ألواح من الصلب تم صنعها خصيصا في الولاياتالمتحدة ، ووصلت عبر أحد الموانئ المصرية، وهى من الصلب المعالج الذى تم اختبار تفجيره بالديناميت. وتأتي هذه المعلومات بعد ساعات من نفي الحكومة المصرية ، الأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية الأسبوع الماضي ، حول بداية العمل في الجدار المصنوع من الفولاذ ، حيث ادعت السلطات المصرية ، أن الهدف ليس "الإسهام في محاصرة قطاع غزة ولكن حماية الأراضي المصرية والمصالح المصرية ، تحت ذريعة منع تهريب الأسلحة و إيصالها إلى المقاومة في قطاع غزة . و أوضحت الوسائل الإعلامية المصرية المستقلة ، أنه تم دق هذه الألواح عبر آلات ضخمة تحدد مقاييسها بالليزر، على غرار الجدار الحديدى الذى أنشأته دولة الاحتلال الإسرائيلي على الحدود بين قطاع غزة ومصر و التي هدمته الفصائل الفلسطينية فى جانفي 2008 . مضيفة أن الأمريكيين الموجودين على الحدود المصرية مع قطاع غزة اقتربوا من إكمال ملحقات المنظومة التقنية الخاصة برصد الأنفاق، ولم يتبق سوى إكمال الجدار تحت الأرض وإنشاء بوابتين لرصد المتفجرات فى مداخل مدينة رفح الحدودية . ومن المعروف أن السلطات المصرية أنشأت جدارا أسمنتيا وصخريا فوق سطح الأرض بارتفاع 3 أمتار منذ فيفري 2008 على طول الحدود مع قطاع غزة ، لمنع تكرار اقتحام الحدود من قبل الفلسطينيين ، على غرار ما تم فى جانفي 2008 عندما تدفق آلاف الفلسطينيين عبر الحدود إلى الأراضي المصرية ، طلبا للمواد الغذائية و الأدوية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع . إذ اعترف مصدر رسمي مصري ، بأن أعمالا تجرى على الحدود الشرقية لمصر ، مبررا هذا الأمر بضمان عدم تكرار اقتحام مواطنى غزة للأراضي المصرية كما حدث فى جانفي عام 2008 . و كانت مصر قد نفت ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية ، عن أن القاهرة شرعت في بناء جدار فولاذي على الحدود مع قطاع غزة، زاعمة أن الأمر يدخل فى سياق الأكاذيب الإسرائيلية المستمرة لإحداث توترات على الحدود فى وقت تحاول فيه القاهرة رفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم. في حين أن الحكومة المصرية هددت مرارا بخنق قطاع غزة إذا ما استمرت حركة المقاومة الإسلامية حماس في رفض التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية التي تخدم إسرائيل بالدرجة الأولى .