شكرا لكم أيها الأبطال، شكرا لكم بعد أن أسعدتمونا بمستواكم الراقي ولعبكم المتطور، شكرا لكم رغم كل شيء، فأنتم أبطال شاء من شاء وأبى من أبى، فحققتم الأهم ووصلتم للمهم، فوصولكم لكأس العالم ليس بالشيء الهين، إنما دليل على روحكم العالية وعشقكم اللامحدود لوطنكم وما حققتموه في كأس أمم إفريقيا ليس بالشيء البسيط، فوصولكم للمربع الذهبي وإقصاؤكم لمنتخب مثل ساحل العاج لم يفعله إلا الكبار، فشكرا لكم أيها المحاربون، فقد أبليتم بلاءا حسنا ومن أقصاكم من دور الأربعة ليس بمنتخب خصم، إنما على يد حكم مباراة لم يوفق في إدارتها والوصول بها إلى بر الأمان، فقد طرد ثلاثة لاعبين من أهم ركائز المنتخب وخرجتم والجمهور الذي من ورائكم مازال يساند ويهتف باسمكم وباسم الجزائر دائما وخرجتم بكبرياء وبعزة، ولا غرابة في ذلك، لأنكم من جزائر العزة والكرامة وحسب، فشكرا لكم يا أبناء جزائر الثوار وخلفاء ماجر وبلومي، فما خيبتم آمال جماهيركم العظيمة. فرغم الخسارة القاسية على يد فراعنة مصر، إلا أن جمهوركم خرج ليحتفل بكم وبروحكم القتالية وأدائكم الراقي ووطنيتكم البراقة وحبكم لبلد الأحرار، فهنيئا للجزائر وشعبها أن يرى جيلا مثلكم يمثلها أحسن تمثيل ويعيد الماضي ويزرع الأمل من جديد الذي لطالما انتظره جمهور الخضر أن يروا منتخب بلادهم في كأس العالم، فهو الأهم بالنسبة لهم وتحقق المراد و رسمتم الابتسامة من جديد على شفاه كل الجزائريين والعرب الأحرار، فأنتم سفراؤنا في جنوب إفريقيا وأنتم أسياد الكرة الإفريقية وأنتم هواؤها الذي تتنفس به، فبدونكم لا طعم ولا لون لها، لأنكم نجوم بمعنى الكلمة نجوم لهم باع طويل في الدوريات الأوربية، وعندها جمهور كبير هناك، فمن ينكر فنيات زياني وتألق مطمور وشجاعة عنتر وقوة بلحاج وعملقة الماجيك بوڤرة وصخرة دفاع الخضر حليش وجماليات مڤني زيزو الجزائر القادم، وكل عناصر الخضر الذين جعلوا الجزائر خضراء دائما وستظل مادام وهي ولادة للنجوم التي تسطع في سماء الكرة العربية والعالمية، فمن لا يعرف الأسطورة زيدان الذي ينتسب إلى هذه الأرض وبن زيمه الذي يمثل منتخب فرنسا وذو الأصل الجزائري والكثير الكثير، فبجدارة واستحقاق أخذتم ما تمنته جماهيركم وقطعتم شوطا كبيرا أعاد للكرة الجزائرية هيبتها ومجدها العظيم، وجعلتم علم الجزائر يرفرف عاليا في أهم المحافل الدولية بعد أن غاب الأمل طويلا لطالما انتظرناه ورويتم ظمأ عشاق الكرة، وأفرحتم الشعب أجمع وقهرتم المنافس حتى في أسوأ الظروف، فربحت الجزائر كل هذه النجوم وربحت شيخا عظيما تفانى لأجل خدمة بلدة.. إنه سعدان الذي جلب السعادة للجزائر بعد أن غابت كثيرا فلا نحزن، لأنكم لم تصلوا لنهائي أمم إفريقيا بل كان قدرا عليكم ذلك وأراد المولى شيئا آخر، فأنتم أبطال وأنتم من يمثل الجزائر على أكمل وجه ويمثل الأمة العربية من المغرب إلى الخليج. وبلسان أهل اليمن السعيد، نحن معكم على العهد باقون في جنوب إفريقيا مع كل العرب أهل النخوة والكرامة لمؤازرتكم والوفاء لكم، لأنكم أثبتم أنكم الأجدر والأفضل على قطع تأشيرة المرور إلى جنوب إفريقيا باسم كل العرب، فلنا لقاء معكم أيها النجوم في جنوب إفريقيا بإذن لله وأنتم تتألقون هناك وتغيظون الحاقدين وتثبتوا من جديد أنكم من طينة الكبار ومن جزائر المليون ونصف المليون شهيد، فمن اليمن لكم كل الاحترام وكل شرفاء العرب بجانبكم مها كان فلا خوف على منتخب سيمثلنا في كأس العالم ما دام ويمتلك شجاعة وروح رياضية محلقة وتألق ملفت مثلكم فأنتم الرجال وانتم بالفعل محاربي الصحراء وملوكها.