تسجيل الحالة رقم 2000 من الإصابة بالسيدا في عنابة غير أن تلك الجهود لم تستطع أن تفرمل هذا الزحف بعد أن اكتسحتها العاهرات وأصبحت قبلة لطالبي المتعة جراء انتشار الملاهي الليلية على طول الكورنيش العنابي. وقد سبق أن كشف النقاب عن هذا الملف مسؤول أمني رفيع المستوى بهذه الولاية، حيث أكد أن الأمر يتعلق في الأساس بالإساءة إلى القيم الاجتماعية والآداب العامة واستطرد قائلا "إن الذين يحركونه ويقفون خلفه لا يختلفون عن الجماعات الإرهابية ويتعلق الأمر بشبكات الدعارة".وفي سياق حديثه، ذكر بأن الدعارة أخذت في الانتشار، وهي تتغذى من الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وأن ما لا يقل عن 60 بيتا مشبوها تسربت معلومات من المواطنين حول نشاطه إلى المصالح المختصة وترتكز أغلبها بحي الصفصاف بالسهل الغربي والمدينة القديمة وبيبان لاكولون وسيدي ابراهيم كما توجد أوكار أخرى للجنس في الصرول وبن عرورة والبوني وسيدي سالم وذراع الريش بواد العنب. والغريب أن جل هذه البيوت تحترف عملية إغراء الزبائن واستقطابهم كما هو الحال بحي الصفصاف والبوني، حيث تقوم الناشطات بعملية الإغراء وممارسة الدعارة وهي ذات الوضعية التي وقفنا عندها بالبوني حيث توجد إحدى البيوت المعروفة بنشاطها الكبير في تجارة الجنس غير بعيد عن الدائرة. ولا يعني هذا أن مصالح الأمن تغافلت عن القيام بما هو مطلوب منها، بل قامت بعدة مداهمات، كما امتد نفوذ هذه الشبكة إلى قلب الأحياء الجامعية، فالسيارات الفاخرة وبأنواع مختلفة أغلبها لشخصيات ورجال أعمال أصبحت ديكورا ليوميات هذه الأحياء مع بداية كل مساء، فأحياء سيدي عاشور والزون والشلف والقطب الجامعي بالبوني أصبحت مقصدا لطالبي اللذة والباحثين عن الجنس، حيث أكد لنا أحد الإطارات بإقامة سيدي عاشور أن الظاهرة موجودة لكن مسؤولية الإقامة تنتهي بغلق الباب الخارجي في حدود الثامنة والنصف مساء ومن تأخرت بعد ذلك فلا وصاية للإقامة عليها. ووصل الأمر إلى ضبط طالبة بإقامة سيدي عاشور وهي على وشك تنفيذ عملية إجهاض لولا تفطن أعوان الحراسة وهي الحادثة التي سبق لها وأن هزّت الشارع العنابي، وكادت أن تفضي إلى وفاة تلك الطالبة وجنينها لولا نقلها على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات. كما استفحلت ظاهرة أخرى وهي ظاهرة الإغراء على الطريق العام والتي وجدت مكانا لها في طريق حديقة التسلية والترفيه وجسر مدخل الحجار والطريق المزدوج الرابط بين محول الجسر الأبيض نحو محول الطريق الوطني 44 خاصة على مستوى الطريق المحاذي لمؤسسة سونلغاز ومديرية الشؤون الاجتماعية لبلدية عنابة ولم يتوقف نشاط العاملات على هذا المحور حتى ساعات متأخرة من الليل فالطريق يعرف حركة غير عادية للعديد من المومسات في محاولة لاستقطاب الزبائن. الظاهرة التي تمثل الوجه الآخر لليالي عنابة خاصة في فصل الصيف لا تكاد تتوقف عند البيوت والطرقات، فالعديد من فنادق الولاية أصبحت مرتعا لهذه الأعمال المشينة التي أفرزت وضعية صحية توصف بالصعبة. وفي محاولة لدق ناقوس الخطر، تحرك العديد من المختصين والنشطين خاصة جمعية "أنيس" الولائية لمكافحة الأمراض المتنقلة عبر الجنس وعلى رأسها السيدا بعد أن سجلت الولاية حوالي 4000 حالة للحاملين للفيروس، منها حوالي 2000 حالة أكدها المركز المرجعي للتكفل بالأمراض المتنقلة عبر الجنس وداء السيدا التابع للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة في الوقت التي تظل بقية الحالات يتحفظ المصابون بها في الإعلان عنها. يحدث ذلك بالموازاة مع الانتشار المذهل للسفلس والزهري وهي وضعية -حسب هؤلاء المختصين- مرشحة للارتفاع. فهل سيكون صيف عنابة هذه السنة صيفا ساخنا بالممارسات المخلة بالآداب العامة والقيم الاجتماعية على غرار السنوات الماضية أم أن 2000 حالة والبقية تأتي ستكون رادعا أو على الأقل تدفع بالمهددين لأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة.