إعلان إيران أول أمس، عن اختراعها لنظام صاروخي جديد للمدمرة "جماران"، بالإضافة إلى مفاجئات عسكرية نووية، كانت قد أعلنت عنها فيما مضى في فترات متقاربة وفي الظرف المناسب، قد أخلط أوراق إسرائيل وحليفتها الولاياتالمتحدة وأربك حساباتهما، الأمر الذي جعلهما يتراجعان في تهديداتهما لطهران. ففي الوقت الذي أعلنت فيه طهران أنها اختبرت وبشكل ناجح النظام الصاروخي للمدمرة "جماران" في المياه الإقليمية جنوب البلاد. وهي أول مدمرة تصنعها إيران بخبرات محلية مزودة بتقنيات عالية وقادرة على مواجهة الأهداف جوا وتحت الماء وعلى السطح، تراجعت إسرائيل عن تلميحاتها بقصف مواقع نووية إيرانية، حيث أعلن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أول أمس، أن إيران لا تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل في الوقت الحالي، قائلا:" إن إيران تطور برامجها النووي بوتيرة متسارعة، ومن الممكن أن تشكل في المستقبل تهديدا لوجودنا، ونحن نعمل ما بوسعنا من أجل منع ذلك، إلا أنها في الوقت الحالي لا تشكل أي تهديد" من جهة أخرى التحالف الغربي ضد برنامج إيران النووي، وذلك بضرورة فرض عقوبات جديدة على طهران تمهيدا لتوجيه ضربة عسكرية لمواقها النووية، لمنعها من تطوير برنامجها النووي، الذي أضحى هاجسا يقلق إسرائيل وأمريكا، يرى فيه المحللون السياسيون أنه لن يتم، وذلك لعدم مباركة واشنطن أية عملية عسكرية ضد طهران، لأن الادارة الأمريكية لن تمنح إسرائيل الضوء الأخضر بتوجيه ضربة عسكرية لمواقع نووية إيرانية، نظرا للوضع الصعب الذي تعيشه واشنطن في كل من العراق وأفغانستان، وفي ظل الخسائر الكبيرة التي تتكبدها لا سيما في حربها ضد طالبان، التي أبدت قوة أربكت حلف الناتو وجعلته يعيد استراتيجياته الحربية من جديد . كما أن التحالف بين قوى محور الممانعة، واللقاء الذي جمع مؤخرا بين زعماء هذا المحور والممثل في الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، زعيم حزب الله حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد، في العاصمة السورية، وهوالتحالف الذي ظهر ولأول مرة بشكل علني، يرى فيه المتتبعون للوضع أنه رسالة موجهة لأمريكا وحليفتها إسرائيل، بضرورة الكف عن التهديدات المتكررة بضرب المقاومة وكذا ضرب سوريا وإيران . وهوما أربك قادة إسرائيل، وجعلهم يتراجعون عن إجراء مناورة عسكرية كانت مقررة في الوقت الذي كان فيه لقاء زعماء محور الممانعة في سوريا. بالإضافة إلى الإنجازات العسكرية التي أعلنت عنها إيران في الأيام الأخيرة والتي جعلت إدارة أوباما تفكر مليا، قبل أية مغامرة عسكرية جديدة.