يشتكي عمال وعاملات النظافة والحراسة على مستوى بلدية بني صاف والتابعين للأعمال ذات المنفعة العامة (الشبكة اجتماعية)، من الأعمال الشاقة التي يقومون بها فيما يخص عمليات تنظيف وحراسة المؤسسات العمومية التابعة للجماعات المحلية يوميا، وعليهم حراستها وتنظيفها بشكل مستمر، وهو ما يتطلّب منهم الكثير من العمل والجهد، مقابل أجرة شهرية زهيدة تقدّر ب 5400 دج. بعض هؤلاء السادة والسيدات، صرّحوا لنا أن عملهم هذا متعب للغاية، وأنهم مجبرون على حراسة وتنظيف كافة المؤسسات رغم ما يتطلبه ذلك من وقت وجهد، وتتحدث عاملاتُ النظافة عن جملة من المتاعب الأخرى، كحرمانهن من العطلة السنوية، حيث لم تستفد أغلبهن إلا من 15 يوماً كعطلة في ظرف 3 سنوات من عملهن، الأمر الذي جعلهن تحت ضغوط شديدة، لاسيما مع وجود بعض الحالات من المعاملة السيئة وغير الإنسانية التي يتلقينها من لدن بعض المسؤولين على مستوى المؤسسات، ممن يعاملونهن بقليل من الإحسان والاحترام. أما أكثر ما يحزّ في أنفسهم فهو الأجرة الزهيدة التي لا تتناسب إطلاقا مع العمل الذي يقومون به، بالإضافة إلى أنهم غالبا ما يقبضونها متأخّرة، وهو ما يجعلهم مضطرين إلى الاقتراض من الآخرين إلى غاية موعد تسلم الراتب وأي راتب في الوقت الحالي، علما أن أغلب المنظفات مطلقات أو أرامل، ليس لهن من يتكفّل بحاجيات أبنائهن، أو ربات أسر فقيرة وبسيطة لم يتمكّن فيها رب الأسرة بمفرده من تلبية حاجيات أبنائه، ما اضطرهن إلى الخروج لممارسة هذه المهنة المتعبة رغم بساطة راتبها، ويحلمن دائما بأن يتم رفعه على الأقل حتى يكون متناسبا مع الحد الأدنى للأجر القاعدي المعمول به حاليا. وعليه يطالب هؤلاء العمال بتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية على وجه الخصوص، لاسيما وأن ما يقومون به من أعمال متعبة وشاقة لا تتناسب مع ما يتقاضونه من أجر، حيث يذهب معظمه لتغطية الديون أو تغطية مصاريف النقل، فلا يتبقى لهم بعد ذلك إلا القليل الذي لا يسد متطلبات أسرهم، رغم أنهم خرجوا أساسا واقتحموا هذا الميدان حتى يحسّنوا ظروف معيشة أسرهم، ولكنهم وجدوا واقعا آخرا مغايرا تماما لما كانوا يتوقعونه.