حذر رئيس الدبلوماسية الأسبق الأخضر الإبراهيمي، أول أمس من وهران، من التداعيات الخطيرة لخلاف الطوائف المتفشي غرب آسيا، وتهديده للمغرب العربي، هذا الخلاف تحوّل إلى فتنة كبرى جديدة، زادت المخاوف منها مع استعمال تنظيم القاعدة وداعش عبارة أن "الإسلام هو الحل"، وقال الإبراهيمي يجب أن لا نتهاون للرد على الهجمات الإرهابية والتي آخرها بمانشيستر ومصر، حيث يُقتّل المسيحيون في الكنائس ويطردون من مناطقهم، وأحسن ردّ يقول، أن نرفع أصواتنا لنتبرّأ من الذين يزعمون بأن "الإسلام هو الحل". وتحدث الوسيط الأممي السابق في فض النزاعات ببؤر التوتّر بالعالم، الأخضر الإبراهيمي، في مداخلة ألقاها بمناسبة منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة أحمد بن بلة بوهران، أول أمس الخميس، عن هموم منطقة الشرق الأوسط، المرسومة حدودها بين غرب آسيا وشمال إفريقيا، وهي "المناطق في العالم التي تعتبر حقيقة الأكثر فقدانا للاستقرار بل والأكثر إنتاجا للعنف والإرهاب والنزاعات داخل البلدان، وبين البلدان، مستهلاّ حديثه بتحذير الجزائر ودول المغرب العربي المغرب وموريتانيا وتونس، من أخطبوط الفتنة مع أنها ليست طرفا في النزاع السني والشيعي، مردفا: "شئنا أو كرهنا هنا، نحن نتأثّر مباشرة سلبا وإيجابا". وفي هذا السياق، أشار وزير الخارجية الأسبق والدبلوماسي والسياسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، إلى أن التوتر والنزاع الداخلي الذي تتسبب فيه اليوم دول كأمريكا وإيران لا يخدم منطقتنا، وهو سيضرّ بنا باستعمال أشكال أخرى، هذه سوريا نصف شعبها يتشرد داخل وخارج البلاد، والعراق يعاني من الغزو الأمريكي، وطاله التقسيم إلى فئات عرقية متناحرة ومتطاحنة، مزقت وحدته، والعراق يعاني من تدخلات إضافية من إيران وغيرها. وليبيا أيضا تتعرض إلى غزو من نوع آخر، فقد قسّمت البلاد إلى قبائل، هو توتر لا يفيد منطقتنا في شيء يضيف قائلا، بل يضرّ بنا. كذلك اليمن تعاني، من حرب أهلية، فقد استولت منظمة القاعدة على جزء من أراضيها، وهي تفرض عليها حربا خارج حدودها وهذه تركيا تدخل، في سوريا والعراق وإيران، والميليشات العراقية والأفغانية تدخل سوريا تحت إشراف إيران. واختزل الدبلوماسي والوسيط الأممي السابق، سرد مخاطر التطورات الأخيرة بحصرها في الخلاف الشيعي السني الذي تطور إلى فتنة كبرى جديدة "لا نعرف متى بدأت ولا نعرف متى سوف تنتهي"، موضحا بأنه على الدول بمنطقتنا أن تفهم خلفيات هذا التطور شمال إفريقيا. وقال الدبلوماسي والسياسي الجزائري، الإبراهيمي، إنه في بلادنا الأخبار الأخيرة غير غريبة عنا وتشير إلى أن الأجنبي غير المسلم يستطيع أن يساعدنا على حلّ خلافاتنا كمسلمين، وردّ في هذا الشأن: "بل نحن في المغرب العربي لسنا طرفا في الخلافات الطائفية لكن نار الفتنة سوف تلحقنا إذا لم تعالج في الوقت المناسب" حيث ارتأى بأن الحل يكمن في الجامعيين الذين يجب عليهم دراسة هذه الظاهرة دراسات وافية حتى تكون لها حلول ناجعة". ونبه الأخضر الإبراهيمي إلى أن 4 ملايين شيعي بالعراق نزحوا إلى بلدان أخرى منهم من نزحوا إلى الخارج بأوروبا وهو وضع مخيف جدا كما وصفه، فنار فتنته غير بعيدة عنا. حيث ذكر أن أشد ما يؤرقه قضية أن "الإسلام هو الحل" بالنسبة للذين ينفذون الهجمات الإرهابية، مسترسلا بالإشارة إلى الأحداث الأخيرة في طنطا بمصر أين قتل المسيحيون في الكنيسة وما حدث بمانشيستر، فالذي قام بعملية التفجير الشنيعة يدعي بأنه مسلم، ويضيف كيف يحدث هذا من أناس يزعمون أن الإسلام هو الحل... يجب أن لا نتهاون مع مثل هاته الأمور، ونتبرأ من هؤلاء ونعالج الأمور معالجة صحيحة