أوصى المشاركون في الملتقى الوطني حول "الخدمة الإجتماعية في الجزائر : الواقع و الأفاق " الذي اختتمت أشغاله أول أمس بالوادي باستحداث اختصاص أكاديمي في الخدمة الإجتماعية لذوي الإحتياجات الخاصة. كما أوصى المشاركون في هذا الملتقى الذي تواصلت أشغاله على مدار يومين بالمركز الجامعي بالوادي بتفعيل العلاقة المباشرة بين الجامعة و مؤسسات المجتمع المعنية بالخدمة الإجتماعية وذلك لتطوير المناهج التكوينية سعيا لإعداد عملي للأخصائيين يقوم على التحيين العلمي الدائم للمعارف و التقنيات ذات الصلة. كما أكدت توصيات هذا الملتقى -الذي نظمه معهد العلوم الإجتماعية و الإنسانية- بتشجيع الإهتمام بدراسات الخدمة الإجتماعية بالوسائط الإعلامية المناسبة و كذا طرح موضوع الخدمة الإجتماعية في وحدات البحث والمخابر و الدراسات الأكاديمية و التكوينية. واقترح الحاضرون ترقية الملتقى إلى مصاف الملتقيات الدولية و كذا تنظيم ملتقى وطني حول موضوع الخدمة الإجتماعية لاحقا يدور حول قضايا الخدمة الإجتماعية في المجال الصحي أو التربوي. وكانت أشغال هذا الملتقى قد تواصلت في يومها الثاني و الأخير بإلقاء عدة مداخلات من قبل أساتذة جامعيين و باحثين و أخصائيين إجتماعيين تناولت في مجملها واقع و آفاق الخدمة الإجتماعية في الجزائر. وفي هذا الإطار أكدت الأستاذة عبيد حياة في مداخلة ألقتها حول " العمل التطوعي و دوره في تحسين الخدمة الإجتماعية" أن العمل التطوعي في الجزائر "لا يزال متعثرا وأنه يعاني من نقص في المتطوعين" . وأشارت في هذا الإطار إلى ضرورة وجود نشاط إعلامي تحسيسي حول التطوع فضلا عن إرساء حوافز لفائدة المتطوعين على غرار ما تفعله بعض الدول العربية من تخصيص جوائز لهم. ومن جانبه أشار الأستاذ عبد الباسط هويدي إلى الطابع المناسباتي في عمل جمعيات المجتمع المدني عندما يتعلق الأمر بالخدمة الإجتماعية فضلا عن عدم توفر معظم هذه الجمعيات -حسب ذات المتدخل على موارد بشرية دائمة. وأكد الأستاذ هويدي في مداخلته التي عرض فيها نتائج استبيان يعتمد على عينة من الجمعيات أن هناك نقص كبير في استعمال وسائل المناهج العلمية من طرف الجمعيات حيث يتم ذلك -كما قال بشكل فردي وغير مؤسس وذلك زيادة على كون العديد منها يعاني من عجز في تأمين موارد مالية كافية. وكان اليوم الأول من أشغال هذا الملتقى قد عرف بدوره إلقاء عدة مداخلات تمحورت أساسا حول الجانب المفاهيمي للخدمة الإجتماعية و مجالاتها و أهدافها فضلا عن مداخلات أخرى تناولت دور الخدمة الإجتماعية في مكافحة المشكلات المعاصرة لدى الشباب و الطرق المنهجية في مجال خدمة الفرد.