الجزائر تعتبر استقلال العراق والصحراء الغربية قضية مبدأ التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب أصبحت نموذجا لكل الدول كشفت مراسلات رسمية سرية للسفارة الأمريكيةبالجزائر للبيت الأبيض وكتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، سربت عبر الموقع الالكتروني المثير للجدل ويكيليكس، أن الإرهاب في الجزائر لا يشكل تهديدا على استقرار البلاد بالرغم من استمرار تجنيد بعض الشباب من طرف التنظيمات الإرهابية والتي تستغل الحالة الاجتماعية السيئة لهؤلاء الشباب، وأكد أن استمرار تسجيل بعض الهجمات الإرهابية ضد الأمن الجزائري والمصالح الأجنبية العاملة بالجزائر، خاصة الأمريكية والفرنسية لا تشكل خطرا على الحكومة الجزائريةّ.
* وذكرت إحدى البرقيات المسربة أن موقف الجزائر بخصوص التعاون العسكري-العسكري بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية لايزال يراوح مكانه وأن الحكومة الجزائرية ترفض رفضا قاطعا إنشاء قيادة عسكرية أمريكية في افريقيا والمعروفة باسم (أفريكوم) وعلق التقرير بهذا الشأن بعبار "...التعاون العسكري العسكري... علينا بالصبر". * قاعدة الافريكوم مرفوضة والتعاون العسكري مرهون بالصبر * وأوضحت البرقية أن المسؤولين الجزائريين غير متحمسين لتوسيع التعاون العسكري -العسكري مع القوات الأمريكية لحد إنشاء قواعد عسكرية ورفضهم التبعية العسكرية لأي دولة أجنبية بما فيها الولاياتالمتحدة جعل مشروع الأفريكوم يتوقف، وكشف أن الجانب الجزائري فضل تقسيم التعاون العسكري مع عدد من الأطراف الأجنبية حتى لا ينحصر على شريك واحد. * وبينت برقية سرية مؤرخة في 03 / 04 / 2006 تحت رقم 605 أن موقف الجزائر من الحرب على العراق والذي جاء تحت عنوان "الجزائر تريد عراقا ذو سيادة وآمن" أنها تسعى لأن يكون العراق بلدا مستقرا ودولة موحدة ذات سيادة، لكن تدهور الوضع الأمني في خضم تزايد التفجيرات الانتحارية والفوضى السائدة هناك صعب من تجسيد المسعى الجزائري، وأكد التقرير أن الجزائر ترى في أن تشكيل حكومة عراقية موحدة هي السبيل الوحيد لخروج القوات الأمريكية من العراق. * وذكر التقرير متانة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والعراق، ووصفها ب "الجيدة"، مشيرا الى تعرض دبلوماسيين جزائريين للاختطاف والتصفية ببغداد، كما تطرق التقرير السري إلى المشاركة الجزائرية فيما يعرف بالمقاومة العراقية، وأكد أنها ضئيلة جدا، خاصة بعد كشف المجندين الجزائريين لمخطط أبو مصعب الزرقاوي الذي يستغل الجزائريين كانتحاريين وقتل العراقيين الأبرياء من شيعة وأكراد دون المحتل الأمريكي، وأوضح التقرير أنه بالرغم من ذلك، إلا أن الجزائر سعت إلى إيجاد حل من شأنه تعزيز سيادة العراق. * الجزائر نجحت في مكافحة الارهاب * من جهة أخرى، ذكر التقرير أن الحكومة الجزائرية تمكنت من تفكيك عدة خلايا تجنيد مقاتلين جزائريين للمشاركة في العراق، والتزامها بمنع المقاتلين بالالتحاق بالعراق، واعترف السفير الأمريكي السابق بالجزائر ريتشارد إيردمان في تقريره للبيت الأبيض والمصنف تحت خانة "سري للغاية" وأوصى بعدم تسريب محتواه، بفعالية ونجاعة العمل الاستخباراتي للأجهزة الأمنية الجزائرية التي نجحت في توقيف بين شهري دسيمبر2005 وجانفي 2006 ما لا يقل عن 10 جزائريين كانوا بصدد التحضير للالتحاق بالجماعات المسلحة بالعراق، رغم نجاح 64 جزائريا في الالتحاق بالقاعدة بالعراق بين سنتي 2006 و2007، وأشاد تقرير السفير بتجاوب مصالح الأمن الجزائرية وتقاسمها للمعلومات مع مصالح السفارة الأمريكية، وأضاف التقرير أن الجزائر تتحكم جيدا في الأمن داخل المطارات بفضل التدابير والإجراءات المتخذة لمنع المجندين من السفر إلى العراق، واعتمد السفير في تقريره على تصريحات وأقوال مسؤولين سامين في الدولة بينهم المستشار الأمني لرئيس الجمهورية عبد الرزاق كمال بارة، الذي أكد أن الجزائر اتخذت إجراءات صارمة لتجفيف المنابع المالية للمجندين والمستعملة في تنظيم الرحلات إلى العراق، كما أشار التقرير أنه بالرغم من الإجراءات المتخذة وتحكم الأمن الجزائري في مكافحة الإرهاب، إلا أن هناك مصادر خارجة عن سيطرتها والمتمثلة في الانترنت وبعض القنوات الفضائية، التي تحرض على الجهاد في العراق، وأضاف التقرير أن الجزائر تجنبت تكرار سيناريو المجاهدين الأفغان الذين سافروا خلال الحرب الأفغانية على السوفيات، وعادوا للجزائر، أين أصبحوا جنودا مشاة للجماعات الإرهابية خلال التسعينيات. * وكشفت برقية "سرية" للسفير الأمريكي الأسبق بالجزائر روبارت فورد بعث بها للبيت الأبيض في 22 فيفري 2008 تحمل عنوان "بلد غير سعيد" عن الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها المواطنون الجزائريون، والتي يؤكد فيها أن نسبة كبيرة من الشباب يعانون من البطالة وعدم الحصول على شغل، إلى جانب حدة أزمة السكن، وانتقد التقرير تجاهل الطبقة السياسية في نقاشاتها الجانب الاجتماعي للسكان وانشغالهم فقط بالعهدة الثالثة للرئيس ومسألة تغيير الدستور، وعرج تقرير السفير الأمريكي الحالي بدمشق، على ظاهرة "الحراقة" التي وصفها بالجديدة نسبيا على المجتمع الجزائري دون أن يهمل مسألة تأخر سن الزواج لدى الجزائريين والذي حدده فورد ب 30 سنة مما يعكس الوضعية الاجتماعية السيئة للجزائريين في ظل الاضطرابات الاجتماعية وارتفاع الأسعار. وبين التقرير أن الوضعية الاقتصادية والمالية للجزائر جد مريحة وقال أن الجزائر "غنية كما لم تكن في السابق" بحيث سجل قطاع المحروقات أرقاما قياسية من مداخيل الصادرات والتي قدرها ب 70 مليار دولار خلال سنة 2007، في حين لم تتعد نسبة الواردات 45 مليار دولار مما سمح للحكومة تسجيل احتياطات صرف تقدر ب 110 مليار دولار، وأكد أن هذه البحبوحة المالية لم تنعكس على الوضع الاجتماعي للسكان مما أدى - حسب التقرير - إلى تشكيك الجزائريين في مصداقية حكومتهم، ولم يغض تقرير السفارة الأمريكية الطرف عن "الفساد" الذي يعشش في الإدارة المركزية ويعرقل الاستثمارات وانجاز المشاريع وإتمامها، وأن الحكومة غير قادرة على التعامل مع هذه المشاكل التنظيمية، والتي أرجعها إلى نقص في الرؤى. * الجزائريون يكرهون إسرائيل.. ولا أمل في الجامعة العربية * أكدت التقارير السرية الخاصة بالدبلوماسية الأمريكية المسربة من طرف موقع ويكيليكس أن السفارة الأمريكية أبلغت البيت الأبيض بكره الشارع الجزائري ومقته للدولة العبرية وكل ما هو صهيوني، وهو نفس الموقف الذي يتقاسمه كل من الشعب والحكومة الجزائرية الرافضة لأي نوع من أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما أضافت التقارير ان المسؤولين بالجزائر مقتنعون بعدم جدوى الجامعة العربية، وأن حل أزمة الشرق الأوسط لا يكون إلا بمساهمة كل من سوريا وحركة المقاومة الإسلامية بفلسطين حماس، لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، إلى جانب تعاطف الموقف الرسمي الجزائري مع كل من حزب الله بلبنان وحماس واعتبارها حركات تحررية، أما بخصوص القضية الصحراوية فلم يختلف ما جاءت به التقارير الأمريكية عن الخطاب الرسمي الجزائري بحيث تؤكد بأن الحكومة تعمل على تسوية القضية عن طريق الاستفتاء حول تقرير المصير وهو الطرح الأممي، واعتبرتها قضية تحررية وقضية مبدأ، موضحة أن الحكومة لا تريد زعزعة استقرار المغرب ولا الدخول في حرب مع الجارة، عكس ما تشير اليه تقارير السفارة والهيآت الامريكية بالرباط، الى ان الانشغال الكبير الثاني للجيش المغربي بعد البوليزاريو يتعلق بالجزائر ويعتبرها "العدو اللدود"، و حسب الوئائق الأمريكية، فإن الجيش المغربي له "مخطط استعجالي" ويقوم بمناورات عسكرية لمواجهة أي هجوم محتمل من الجزائر . *