توفي العلامة الشيخ محمد شارف أول أمس الخميس عن عمر 103 سنوات، وهو أحد علماء الجزائر البارزين والمعروفين بخدمتهم للإسلام ونشر تعاليمه في المجتمع. وينحدر الشيخ محمد شارف من أسرة مجاهدة معروفة باسم الحوامد بضواحي خميس مليانة بولاية عين الدفلى، فوالد الشيخ وإخوته كلهم من حفظة كتاب الله. وولد الشيخ العلامة محمد شارف عام 1908، حيث حفظ القرآن وأتمه في سن العاشرة من عمره، ثم انتقل إلى العاصمة للدراسة، وهناك تعرّف على مشايخ أخذ عنهم العلم والفقه. وكان الشيخ شارف رحمه الله يحب الاختلاء، ليراجع ما أخذ عن شيوخه, وظل على هذه الحالة حتى انضم إلى جمعية علماء المسلمين، فكان الشيخ حريصا أشد الحرص على حضور الدروس التي كان يلقيها أعضاء الجمعية في نادي الترقي مثل الشيخ بن باديس والبشير الابراهيمي، والطيب العقبي. ومن تضحيات الشيخ رحمه الله أنه باع منزله الواسع الذي كان يسكنه بأعالي بوزريعة، ليشتري منزلا أضيق منه ليتمكن من التفرغ لطلبته. وظل الشيخ شارف رحمه الله لسانه ذاكرا إلى آخر لحظة من حياته, حيث كان يستمع المقربون منه إلى "همهمة"، فلما يسارعون إليه يجدونه يقرأ القرآن، ويراجعه، إلى أن وافته المنية.