شهد وسط مدينة تلمسان عصر يوم أمس، عدة احتجاجات متفرقة من طرف شباب، تتفاوت أعمارهم، وهاجمت مجموعة من هؤلاء مقر ديوان مؤسسات الشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة، الذي يقع بمحاذاة عدد من المحلات التجارية الكبرى، وتدخلت عناصر مكافحة الشغب لحظتها لتفريق المحتجين بالقنابل المسيلة للدموع، كما لجأ هؤلاء إلى رشق واجهات بعض المحلات التجارية بدرب سيدي حامد، و إشاعة أجواء تشير إلى بداية الإحتجاجات بعاصمة الثقافة الإسلامية، كما لجأ هؤلاء إلى الرشق بالحجارة عقب استخدام المواد التي كانت موجهة لترميم متحف وسط المدينة في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، بينما حاول عدد من الناشطين في الحركة الجمعوية التدخل لكن دون جدوى، وأشار نورالدين علي دحماني من نشطاء المدينة القديمة في تصريح ل "الوطني" والذي وقف يراقب الأحداث من وسط المدينة، أنه لم يتمكن من التعرف على هوية الأشخاص، مضيفا أن وجوها غير مألوفة بالحي، يعتقد أنهم قدموا من جهات أخرى، وتحولت أرضية الجهات المحاذية لوسط المدينة، إلى حجارة وبقايا أدوات مستعملة في عملية الإحتجاج، بينما توقف عشرات الأشخاص من الفضوليون لمراقبة الإحتجاجات عن بعد، قبل أن تطلب منهم مصالح الأمن التفرق، كما عرفت الجهة المحاذية لمحطة توقف حافلات النقل بوسط المدينة، عملية إحتجاجية لمجموعة من الشباب، فيما تمكنت مصالح الأمن من التحكم في الوضع بعد عصر أمس، وفي نفس السياق ومساء أمس، اندلعت أعمال إحتجاجية بحي سيدي سعيد الشعبي ببلدية تلمسان، وحي فدان السبع، دون تسجيل خسائر تذكر، في وقت أغلقت فيه كافة المحلات التجارية بوسط مدينة تلمسان، وتحولت المدينة إلى أشباح بعد لجوء التجار إلى غلق كافة محلاتهم التجارية، بينما تمركزت قوات مكافحة الشغب على مستوى دار الثقافة للمدينة، تحسبا للتدخل، كما شوهدت عمليات للقنابل المسيلة للدموع. فيما لوحظت تعزيزات أمنية بمناطق مختلفة من المدينة التي استهلكت ملايير الدينارات في مشاريع ضخمة لم يسبق وأن عرفتها عاصمة الزيانيين منذ الإستقلال، تحضيرا لتظاهرة 2011 وفي مدينة مغنية الحدودية، أفاد بعض السكان ممن إتصلت بهم "الوطني" مساء يوم أمس، أن التجار أغلقوا محلاتهم التجارية، بينما تقلصت حركة مرور السيارات خشية إندلاع أعمال شغب مع حلول أولى ساعات الليل، ولوحظ إستعداد أمني مكثف بالمنطقة. و إتصلت "الوطني قبيل مغرب نهار أمس بمصدر أمني، أكد عدم وقوع أي إصابات لحد ذلك الوقت، سواء في صفوف المتظاهرين أو عناصر الأمن، بينما رفعت مصالح الحماية المدنية من حالة التأهب، حيث تم إستدعاء كافة أطقمها، والأمر نفسه بالمصالح الإستشفائية الطبية. وأقامت مصالح الأمن نقاط مراقبة على مستوى درب سيدي بومدين وباب وهران ورياض الحمار، وكانت اللجنة الولائية للأمن التي يرأسها والي الولاية، استعرضت كافة الإحتياطات الأمنية والترتيبات التي تم القيام بها من أجل حماية المرافق العمومية، وأمن و ممتلكات المواطنين بحسب مصدر موثوق.