المتتبع للشأن العربي وما يحدث من اضطرابات اجتماعية في دولتي تونس ومصر، يلاحظ أنّ تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية يرتكز بالأساس على المصالح المشتركة والدبلوماسية السياسية بعيدا عن الأساليب التي تستعملها وزارة الخارجية وإبداء رفضها في استعمال العنف مع الشعوب، حيث أنّ هناك مفارقة كبيرة، تتمثل في أنّ أمريكا اكتفت خلال أحداث تونس بموقع المُتفرج، ولم تهتد إلى إصدار أي بيان، على عكس الحراك السياسي الذي رافق انتفاضة الفراعنة ومنذ أول يوم، حيث بادر الناطق باسم البيت الأبيض إلى التصريح أنّ مصر دولة فعالة في منطقة الشرق الأوسط، وتلاه الرئيس "أوباما" ببعض التصريحات التي تبدي استعداد أمريكا مد يد العون لمصر، وأخير خرجة وزيرة الخارجية الأمريكية، "هيلاري كلنتون" التي قالت إنّ دولة مصر بحاجة إلى إصلاحات شاملة، ووجهت رسالة إلى الجيش المصري بعدم استعمال العنف ضد المتظاهرين..."ياو فاقوا، فبوليس العالم لا يعترف إلاّ بالمصالح والشعب كلاه بوبي..."