اتسع نطاق الصفحات الالكترونية على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك إلى حدود التوجه الإعلامي المكرّس لحرية الصحافة والتعبير الذي تُجسده مواقع و"نوافذ" إعلامية، هي قريبة جدا من الاحترافية، بالنظر للاهتمام المتزايد للقراّء عبر العالم العربي عامة والجزائر خاصة، ناهيك عن أعداد المشتركين بهذه المواقع الذين يفضل السواد الأعظم منهم تلقي المعلومة وفي مختلف المجالات من باب "الفضول" وفقا لمبدأ حرية إبداء الرأي والرأي الآخر، بعيدا عن تناول الخبر من زاوية "الاستهلاك" وفقط. وتمثل مساحات التعبير عن الرأي والرأي الآخر بصفحات المشتركين الهواة على الموقع الاجتماعي المذكور، فضاء يعكس مدى "شعبية" نظرية "الإعلام الحداثي" المُتبنى من طرف الجيل الجديد على الفايس بوك، هذا الإعلام الذي بات يُشكل "وسطية" في شمولية مفهوم الإعلام ككلّ، بين الاحترافية في معالجة الخبر والبساطة في صياغته بعيدا عن أعراف وتقاليد الصحف المكتوبة. في حين تتعدد نوعية الصفحات الالكترونية التي تروج للمعلومة عبر الموقع، على غرار صفحات "بدون قلق" أو ناو ستريس" و" ميديا برو"..وغيرها، التي تتباين فيها وجهات نظرتها في تداول، تحليل ونقل المعلومة، دون أن تخضع لمعايير التقييد التي تناقض أُسس حرية التعبير... ويرى مهتمون وخبراء الاتصال، أنّ موقع التواصل الاجتماعي بات الحد الفاصل بين التعبير الحر والتعبير المُقيّد، مستدلين في ذلك، بالمساحات الواسعة التي يُتيحها الأخير في التعليق والتعقيب والتعبير عن الرأي ونظيره المخالف، إلاّ أنّ الفارق الجوهري بين الصحافة الالكترونية على الفايس بوك، وما تتناوله الصحافة المكتوبة على سبيل المثال لا الحصر، يتمثل في عدم التزام مدمني الموقع الاجتماعي بما هو متعارف عليه أكاديميا لدى ممارسي مهنة المتاعب، من تقنيات ومعايير تسمح بتصنيف الممارسة في خانة "الاحتراف"، وفضلا عن هذا، تغيب عن هذه المواقع "أخلاقيات" ممارسة العمل الصحفي وهي نقطة التقاطع بينها وبين واقع الصحافة كسلطة رابعة بالجزائر. وهناك من المبدعين والمثقفين الجزائريين من يُعوّل على صفحات الفايس بوك "الإعلامية" لتوسيع رقعة ونطاق شعبيته أو الترويج لأفكاره، حيث يمثل الفنانون النسبة الغالبة من هؤلاء، من خلال اقتحام مواقع الصحافة الالكترونية على الموقع والتسجيل كمشتركين أساسيين، ليبقى الهدف اختصار مسافة النجومية وكسب حب وود الجماهير، دون تكلف أو عناء. الظاهر أنّ عديد المواقع الإخبارية التي تُصنف إلى قسمين، في شكل مجموعات أصدقاء أو في شكل صفحات الكترونية مستقلة بالفايس، خصصت هوامش معتبرة من مساحاتها لقانون رفع التجريم عن جنحة الصحافة الذي أقره رئيس الجمهورية مؤخرا، وهو احتفال خاص وعلى طريقة النت باليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير.