كرّست تهاطلات الثلوج في الآونة الأخيرة حصارا من نوع آخر في المناطق الساحلية والحدود الغربية، حيث استحال على الكثير من سكان مدينة الغزوات والسواحلية وسوق الثلاثاء ومرسى بن مهيدي متابعة برامج المحطات الإذاعية الوطنية والمحلية على موجة " آف آم" التي اجتاحتها ترددات قوية للقنوات الإسبانية التي تتوزع بشكل فوضي ما يخل بمجالات توزيع موجات البث الإذاعي، وفي منطقة سوق الثلاثاء التي تعتبر أقرب نقطة للسواحل الإسبانية يطغى البث الإذاعي للقنوات الإسبانية على بث إذاعة تلمسان بتردداتها الثلاثة وعلى بث القناة الإذاعية الثانية والثالثة، وتظهر بسواحل تلمسان السيطرة الإسبانية التامة على سيادة مجال البث الإذاعي، حيث ظل الملف مطروحا على عدة مستويات منذ تولي عز الدين ميهوبي إدارة الإذاعة الوطنية، ثم وعد خلفه المدير العام الحالي للاذاعة الوطنية توفيق خلادي بالبحث في هذه المشكلة، إلا أن المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي والتلفزي لم تستثمر بعد في مجال إعادة تنظيم الترددات والبث على مستوى السواحل الغربية للبلاد. وفي الجهة الأخرى يتقاسم قطاع الاتصالات نفس الهاجس أين تسيطر شبكة النقال المغربية والإسبانية على مجال الاتصالات، حيث يضطر الكثير من سكان الحدود إلى تغيير شرائح المتعاملين الجزائريين والإستعانة بشرائح شركات مغربية للهاتف النقال، وإذا كنت زائرا لمناطق باب العسة، مرسى بن مهيدي، بوكانون، الشبيكية، مغنية والسواني فإن رسالة "آس آم آس " من متعامل الهاتف النقال المغربي تستقبلك عنوة، الأمر الذي انزعج منه وزير البريد وتكنولوجيا الاتصالات الأسبق خلال زيارته للمنطقة عام 2006 عندما وعد بالعمل على استرجاع سيادة الاتصالات على الحدود، إلا أن الظاهرة ظلت قائمة دون تغيير إلى يومنا هذا.