في أغرب قضية من نوعها تمكنت عناصر فرقة الدرك الوطنية فجر ليلة أول أمس من توقيف سائق جرار بمنطقة "تامسلوتة" الواقعة بقرية ماقورة الحدودية أقصى الجنوب الغربي لولاية تلمسان على متن جراره كان يقوم بتعرية نحو 200 هكتار من الأراضي السهبية المحمية من الغطاء النباتي، العملية التي تمت في حدود الساعة الثانية ليلا جرت بحضور عضو من الهيئة التنفيذية لبلدية البويهي الذي أخطر الدرك الوطني بوجود عملية استيلاء واسعة يقوم بها مجهولون في مناطق حساسة من التراب الوطني، وباشرت عناصر الدرك الوطني عملية الترصد، حيث تبين أن أشغال تعرية العقار الضخم تتم في ساعات متقدمة من الليل، وعلى إثر كمين ومراقبة دقيقة تمت متابعة صاحب جرار اعترف خلال سماعه أنه مكلف من قبل أحد الأثرياء المقيمين بعاصمة الغرب وهران تجري التحقيقات لمعرفة هويته، وقال المتهم الذي كان يتولى عملية تعرية العقار السهبي الحدودي مقابل ألف دينار عن كل هكتار، وأنه أحصى لحد الآن قرابة 200 هكتار من الأراضي. وصباح أمس اتصلنا هاتفيا بالعضو المنتخب في المجلس الشعبي البلدي بالبويهي "م . ل" الذي رافق عناصر الدرك الوطني وأكد لنا صحة تفاصيل القضية، مشيرا إلى أنه رافق مصالح الدرك الوطني وتم توقيف صاحب الجرار وحجز عتاده بينما تأسست البلدية كطرف مدني في القضية. ويعتقد أن عددا من النافذين يسعون إلى الإستيلاء على أرض استراتيجية تابعة للدولة يعتقدون أنها غير مراقبة لاستغلالها. ومعلوم أن المنطقة السهبية من تراب ولاية تلمسان تعرف عدة اعتداءات من قبل عدد من أصحاب النفوذ، ما أدى إلى تعرية المناطق السهبية من الغطاء النباتي الذي كان الموّالون يعتمدون عليه في المناطق الرعوية، وتشير المصادر المحلية من بلديات البويهي وسيدي الجيلالي والعريشة والقور إلى أن المراعي تعرّضت لهجمة شرسة في غياب تشريعات أو قوانين تحمي العقار السهبي الذي أدّى تقلص مساحاته الرعوية إلى أزمة أعلاف خطيرة. ومن المرتقب أن يؤدي التحقيق في هذه القضية إلى الكشف عن هويّة الأطراف الحقيقية التي تقف وراء استغلال انشغال السلطات والمواطنين بأزمة الغاز وانقطاع الطرقات للعودة مجددا إلى السطو على العقار السهبي.