يتوقع مجلس ثانويات الجزائر، خلال الدخول المدرسي القادم، أن يضرب تسونامي لتلاميذ السنة الأولى ثانوي، جميع الثانويات عبر التراب الوطني، خاصة وأن الدخول القادم سيتميز بالتحاق تلاميذ الكوكبيتين الذين سيجتازون في العاشر جوان القادم امتحان شهادة التعليم المتوسط. وتتنبأ "الكلا" بأن يصل عدد التلاميذ الذين سيلتحقون بالسنة الأولى ثانوي إلى 543169 تلميذ جديد، في حين أن عدد التلاميذ الذين كانوا يدرسون خلال السنة الأولى ثانوي خلال الموسم الدراسي 2011-2012، لم يكن يتجاوز 371544 تلميذا، أي بزيادة تقدر ب31 بالمئة، وهو ما جعل "الكلا" تتوقع بأن تختنق الثانويات خلال الدخول المدرسي القادم، خاصة وأن عدد التلاميذ الذين سيجتازون امتحان شهادة التعليم المتوسط يقدر ب775955 تلميذا، مع العلم أن عدد التلاميذ الذين اجتازوا امتحان السنة الماضية، لم يتجاوز عددهم 528136 تلميذا، خصوصا وأن "الكلا" ترى بأن نسبة التلاميذ الذين سيجتازون هذا الامتحان ستقدر ب70 بالمئة، وأمام هذه المعطيات، ترى نقابة مجلس ثانويات الجزائر، في البيان الصادر عنها والذي تلقت "الوطني" نسخة منه، أن هناك دفعتان ستنتقلان إلى الثانوي، ستشكلان 4200 قسم إضافي، إذ يضم كل قسم 40 تلميذا، ما يعني أن عهد الاكتظاظ سيعود إلى الثانويات، كما أكدت "الكلا" على فتح 5000 منصب مالي إضافي، التي ستشرف على أقسام مكتظة، ستعاني من دون شك في نقص التأطير، خاصة في بعض المواد التي لا زالت بعض المؤسسات التربوية تشتكي من نقصها. من جهته "الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين"، ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أكد رئيس مكتبه الولائي لولاية وهران السيد "مزوار قادة" في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطني" أمس، أن الاكتظاظ الناجم عن التحاق الكوكبتين، سيستمر على مدار سنتين كاملتين، ولن يقتصر فقط على الموسم الدراسي القادم، مؤكدا على أن عدد التلاميذ سيصل إلى 45 تلميذا في القسم الواحد، وهو الاكتظاظ الذي ترى "الإينبياف" أنه سيزيد من الحجم الساعي للأساتذة من أجل تغطية العجز في بعض المؤسسات التربوية، وهو ما سيؤدي حسب رئيس المكتب، إلى إعاقة الأساتذة في عملهم، إلى جانب أن المستوى سيكون حتما ضعيفا. وترى "الكلا" أن تسونامي الاكتظاظ الذي يحتمل أن يضرب الثانويات سيؤدي لامحالة إلى ارتفاع معدلات العنف ما لم تتدخل الجهات المعنية لتنظيم الأمور، وهي النقطة التي أثارتها "الإينبياف" أيضا، حيث أكد ممثلها أن العنف سيستمر في المؤسسات التربوية، خاصة مع ارتفاع عدد التلاميذ في الأقسام، حيث سيؤدي إلى تعرض الأساتذة إلى اعتداءات من طرف التلاميذ، نافيا أن يكون نظام الدوام الذي سيتسع ل 80 بالمئة من المؤسسات التربوية بوهران الموسم القادم، أن يؤدي إلى القضاء على الظاهرة، مؤكدا على أن هذا النظام قد عرف فشلا ذريعا في عامه الأول، خاصة وأن الكثير من المؤسسات التربوية التي تبنت هذا النظام لم تسلم من ظاهرة العنف، إلى جانب أن أغلبية المؤسسات التربوية، قد تخلت عن العمل بهذا النظام مع بداية السنة الدراسية. وتتوقع "الكلا" مع هذه المعطيات الجديدة، عودة الاحتجاجات مع بداية الدخول المدرسي القادم، وهي الاحتجاجات التي لم تسلم منها المؤسسات التربوية خلال هذا العام، خاصة وأن الكثير من مشاكل الأساتذة لا زالت عالقة، ما تعلق بأموال الخدمات الاجتماعية، إلى جانب مهزلة التفاوض مع بعض النقابات، وهو التفاوض الذي تقول "الكلا" أنه انتهى بمحاضر يتناقض مضمونها مع التطبيق على أرض الواقع، خاصة ما تعلق بملف منح النظام التعويضي، الذي لم يتم الحصول على مخلفاته إلا مع شهر ماي الجاري، في حين أنه كان من المفروض تسليمه مع نهاية شهر ديسمبر من السنة الماضية. في سياق متصل ترى "الإينبياف" بأن الاحتجاجات ستعود مع عودة الاكتظاظ، وهو الذي تسبب خلال سنة 2007 في تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية، جراء ارتفاع معدلات العنف. وبخصوص الملف البيداغوجي سجلت "الكلا" ولأول مرة في تاريخ المدرسة الجزائرية، انتهاء الموسم الدراسي بالنسبة للأقسام النهائية خلال شهر أفريل، والذي انتهى حسبها دون أساتذة في بعض المواد الأساسية، أما عن البكالوريا التي لم تعد تفصلنا عنها سوى أيام معدودات، فلم تخف "الكلا" تخوفها من أن تقوم الوزارة بتضخيم النتائج وإيصالها إلى 70 بالمئة، بالرغم من أن النتائج المتوقعة حسب امتحان البكالوريا التجريبي تضع نسبة 40 بالمئة في قوائم الناجحين، غير أن "الكلا" تؤكد بأن الوزارة أصبحت تلجأ إلى تضخيم النتائج من أجل إظهار مدى نجاح الإصلاحات، من خلال تحديد العتبة واقتراح مواضيع بكالوريا سهلة، إلى جانب وضع سلم تصحيح لفائدة التلاميذ.