تشهد ثانوية محمد بلرباي صغير ببلدية شرشال غرب ولاية تيبازة إكتظاظا واسعا في الأقسام حيث يتجاوز بعض الأقسام 45 تلميذا بالقسم الواحد، خاصة الأدبية منها، باعتبار أن الثانوية هي الوحيدة في البلدية التي تتوفر على شعبة الآداب واللغات الأجنبية الشعبة الأكثر طلبا من طرف التلاميذ، خاصة اللغة الإسبانية والإيطالية.كما أن السبب الآخر الذي يجعل التلاميذ يسجلون بذات الثانوية يعود إلى كفاءة وخبرة الأساتذة الذين يشرفون على التدريس بها، وارتفاع مستوى المؤطرين العاملين بالمؤسسة. إضافة إلى النظام الداخلي والتسيير الجيد من طرف العاملين بالثانوية، من المدير إلى الإداريين وحتى عمال الصيانة وأعوان الأمن، الذين يسهرون على تطبيق القوانين والنظام، والحرص على السير الحسن لظروف التمدرس للتلاميذ في هذه الثانوية المعروفة بصورتها الحسنة لدى الجميع وأولياء التلاميذ الذين يفضلون جميعهم تسجيل أبناءهم بذاك الثانوية دون سواها. كل هذه الظروف رغم إيجابياتها، إلان أنها أثرت بشكل سلبي وسيئ جدا على التلاميذ مؤخرا، وعلى تحصيلهم الدراسي بسبب الإكتظاظ في الأقسام الذي يؤدي إلى عدم الفهم وإستيعاب الدروس بشكل جيد. وأيضا التركيز على جميع النقاط التي يشرحها الأساتذة. من جهة أخرى أكد الأساتذة أن هذه الظروف لا تسمح لهم بأداء مهامهم كما ينبغي، وتعرقل عملية شرح الدروس بالطريقة المناسبة، وإيصال رسالتهم إلى التلاميذ بصورة جيدة. لضمان تحصيل دراسي جيد وتحقيق نتائج مرتفعة وعالية، كما تعودوا عليها في السنوات السابقة، خاصة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية الذين يستعدون لاجتياز إمتحان شهادة البكالوريا، هذا الامتحان الذي يعد بدوره الفصل المصيري لغالبيتهم. والأمر الذي لايحتاج إلى طرفين ليتناقشا فيه هو السمعة الحسنة لثانوية محمد بلرباي صغير، التي تحتل في كل سنة إحدى المراتب الثلاث الأولى في نسبة النجاح لشهادة البكالوريا بمعدلات عالية ومشرفة، وتفوق عدد معتبر من تلاميذها بتقديرات ممتازة، حيث إحتللت في دورة جوان 2008 نسبة نجاح فاقت 94٪ محققة بذلك المرتبة الثانية على المستوى الوطني بعد ولاية غليزان في المرتبة الأولى. إلا أنه في السنتين الأخيرتين عبر القائمون على ذات المؤسسة عن تخوفهم وقلقهم من تدني المستوى والتحصيل الدراسي للتلاميذ جراء الاكتظاظ الكبير الذي تشهده الأقسام التي يبلغ عددها 10 قاعات دراسة، وأربعة (04) مخابر، إثنين مخصصين للعلوم الطبيعية، وأخريين للفيزياء والكيمياء. إضافة إلى قاعة موسيقى، ومعلبين مختصين للحصص الرياضية التي يشرف عليها ثلاثة أساتذة. حيث يعتبر المسؤولون عن الثانوية وأولياء التلاميذ أيضا أن هذه القاعات غير كافية، لاستيعاب العدد الهائل للتلاميذ الذين يسجلون بها، مطالبين بتحديد عددهم بثلاثين تلميذا في القسم الواحد على الأكثر، وإرسال الباقين إلى الثانويتين الأخريين بنفس البلدية، اللتان تعرفان إقبالا ضئيلا للتلاميذ. وهذا بهدف توفير الأجواء والظروف المناسبة والجيدة للمتمدرسين بثانوية بلرباي صغير، وضمان التحصيل العلمي العالي لهم، وأيضا الحفاظ على الصورة الجيدة لهذه الثانوية.