مثلت أمس أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، شبكة "ولد الشطاحة" الإجرامية الوطنية، التي تنشط في المجال المحظور لترويج المخدرات من الحدود المغربية إلى الشلف مرورا بسيدي بلعباس، وهران ومستغانم، حيث أدين 3 متهمين متابعين بجناية الحيازة والمتاجرة في المخدرات عن طريق جماعة إجرامية منظمة بسبع سنوات سجنا، فيما قضي على أحد المتهمين بنفس العقوبة إلى جانب 3 أشهر حبسا نافذا لتورطه في جنحة حمل سلاح أبيض محظور. كما حكمت ذات التشكيلة ب 6 أشهر حبسا موقوفة النفاذ ضد آخر متابع بنفس الجناية. بعدما التمست النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا. يؤخذ بملف القضية أنه بتاريخ 16 جانفي 2011، ووفقا لعملية استعلامية اعتمدت فيها فصيلة الأبحاث بمجموعة الدرك الوطني بمستغانم، على تسريب ضابط من عناصرها ربط علاقة واتصالا مع أحد الأشخاص المدعو "ب.عبد الهادي" المكنى "ماركوس"، المعروف بالمتاجرة في المخدرات بمعية أحد البارونات المكنى ب "ولد الشطاحة". أين انتقل الضابط المتسرب والمتنكر بالزي المدني رفقة المكنى "ماركوس" نحو ولاية غليزان، أين تعرف على البارون "ولد الشطاحة"، الذي وعده بتأمين كمية من المخدرات بوزن إجمالي يقدر ب 10 كيلوغرامات مقابل مبلغ 65 مليون سنتيم. حيث تم إبرام الصفقة وحدد موعد اللقاء عقب صلاة الجمعة بسيرات بمستغانم، وتحديدا بإحدى حقول البرتقال أين حضر المتهم "ع.بلقاسم" الملقب "ماركوس"، رفقة المتهم "بصحراوي.ع" والعون المتسرب على متن سيارة من نوع "أودي" بحقل البرتقال الذي اختير كمكان لتسليم البضاعة المحظورة، أما السيارة الثانية من نوع "ميغان" فقد كان على متنها البارون "ولد الشطاحة" مع المتهمين "بلقاسم." والمقتادة من طرف المتهم "م.أحمد"، وذلك لغرض استلام البارون "ولد الشطاحة" مبلغ 65 مليون سنتيم مقابل الكيلوغرامات العشرة من الكيف المعالج التي أمنها للضابط المتسرب. وما إن اجتمعت السيارة الأولى بالثانية حتى انقض رجال الدرك المتنكرين بالزي المدني، عناصر الشبكة الوطنية الممتد نشاطها من الحدود المغربية إلى غاية الشلف مرورا بسيدي بلعباس، وهران ومستغانم، أين تم توقيف كل من المتهمين "ب.عبد الهادي" المكنى "ماركوس" رفقة "بصحراوي.ع" و"م.أحمد" فيما حاول "ولد الشطاحة" الفرار على متن سيارة "رونو ميغان" إلا أن محاولته باءت بالفشل ووقع في قبضة رجال الدرك، أما "ع.بلقاسم" الذي ضبطت بحوزته القفة المعبئة بالكيلوغرامات العشرة من المخدرات المخبأة بالصندوق الخلفي ل "الأودي"، فقد أشهر خنجرا أمام رجال الدرك لينفذ بجلده، وراح يفر باتجاه أحراش الغابة، والدرك يلاحقه حتى ارتطم بحاجز من الأشواك سقط جراءه ليقع بالتالي بشراك وحدات الدرك الوطني. كما أسفر تفتيش السيارة "أودي" عن حجز كمية 315 من الاسمنت الأبيض، حامت الشكوك حولها في بادئ الأمر أنها هيرويين إلا أن تقرير المخبر الجهوي للشرطة العلمية أثبت العكس. عبر جميع مراحل التحقيق الأمني وأمس أمام جنايات وهران اعترف كل من "ماركوس"، "ولد الشطاحة"، "ع.بلقسام" و"بصحراوي.ع" بالجرم المنسوب إليهم، باستثناء المتهم "أ.مساعد" سائق سيارة "رونو ميغان" الذي نفا الوقائع المتابع بها جملة وتفصيلا وعدم انخراطه بشبكة ترويج الكيف المعالج.