أماكن لا تمسها الحملة التوعوية ولا الإجراءات الفضاءات المغلقة... حضانات الفيروسات بلا رقيب روبورتاج: نوال مسيخ تصوير: فريدة قواوي حل جديد للتخلص من زحمة المواصلات والحصول على مكان مريح في حافلة رغم الزحام أعطس أو أسعل، أو في أسوأ الحالات ضع كمامة على أنفك وفمك ليبتعد الناس عنك ويخشون قربك، فهستيريا أنفلونزا الخنازير منتشرة عبر مختلف الأماكن خاصة المغلقة التي تعد تربة صالحة لتكاثر الفيروس المتنقل عبر الهواء... فيروس لا يعلم عنه غالبية الجزائريين غير أنه قد يتسبب في الوفاة... بينما يتشبت آخرون بمقولة "كاين ربي" للتصدي له ومواصلة الحياة بدون قلق. "اليوم" نزلت للشارع بحثا عن فيروس يتحاشاه الناس، وبكمامة على الفم والأنف صرنا شبهة، انقضت علينا نظرات المارة في كل مكان ندخله، أما الصغار فصاحوا وراءنا "أنفلونزا، أنفلونزا ..." أما ذاك الصنف المتعود على التحرش بالنساء والتطاول والاحتكاك بهن، فباتت الكمامة الواقية – فجأة - حلا سحريا لأحد أشكال العنف الممارس ضد النساء في الشارع والحافلات... أخجل من وضع الكمامة الواقية بحي باب الوادي بالعاصمة، دخلنا صيدلية وطلبنا– بصفتنا مواطنين – كمامة فاستجاب الصيدلي قائلا "عشرون دينار"، وسألناه عن الغسول المطهر فقال "280 دج"، وحين أخبرناه أننا من جريدة "اليوم" وسألناه عن غلاء السائل أجاب "مع ذلك يقتنيه الناس"، واشتكى قلة الحصة المخصصة لهم "الطلب كبير يزيد عن 500، بينما لا نحصل سوى على حوالي 250 قارورة تنفد في مدة ساعة واحدة "، مضيفا "المواطنون يقبلون على الوسائل الواقية والمطهرة بشكل لافت". ونحن نتحدث إليه تطلب منه سيدة كمامة لولدها ذي الثماني سنوات، أخبرتنا "هي لولدي، فمدرسة مبارك الميلي، حيث يدرس بعين البنيان تم غلق قسم بها بسبب الوباء"، أخبرتنا أنها تقتني له كمامة كل يوم. وماذا عنك أنت؟ سألناها فردت ضاحكة "لا، لا ... لا أضعها". هل تحرجين أم ارتفاع التكلفة؟ فردت "الاثنين معا". وما إن أنهينا حديثنا مع السيد، انتبهنا لشاب يطلب قارورة صابون مطهر، أخبرنا سامي بلخيري "هو باهض الثمن لكن صحتي تستاهل"، مضيفا "أخشى هذا المرض أن يصيبني، خاصة وأني أعمل في محل تقبل عليه النساء لشراء جبب العرس، أخاف العدوى". سألنا محدثتينا الاثنين عن مؤشرات أنفلونزا الخنازير فردا وقد حصراها في "الحمى، الارتعاش، ومسح الأنف كثيرا". وأجمعا على أن الحملة التحسيسية التي تمت عبر وسائل الإعلام غير كافية للتعريف بهذا الوباء، حيث اعترفا أن فكرتهما عنه ناقصة وغير متأكدين من المعلومات التي يحوزان عليها بشأنه. "المرض من عند ربي" الهاتف من أهم الأشياء التي يتداول عليها ناس كثر في محل الهاتف العمومي وبالتالي فهو ناقل كبير للعدوى، سألنا صاحب طاكسيفون بباب الوادي "إذا لاحظت شخصا مريضا بأنفلونزا الخنازير فكيف تتصرف؟، فرد مباشرة وقد بدا عليه الاستغراب "ما دخلي أنا، كل الناس تعطس، أمر عادي". أما عن مؤشرات هذا المرض فيرى أنها تتمثل في الارتعاش. ويؤكد محدثنا خلال لقائنا به أنه في حال تساقط الأمطار وتحرك الرياح يغلق باب المحل مهما كان عدد الزبائن داخله، ولأن المساحة صغيرة وفيها مكان لجلوس الزبائن لانتظار دورهم، فنسبة الكثافة في مساحة ضيقة يرتفع ومعها يرتفع احتمال الإصابة بالفيروس في حال دخل المحل شخصا مصابا بالوباء. أما الكمامة الواقية فيمتنع محدثنا عن وضعها وحجته في ذلك " سيخافني الزبائن ويصيبهم الوسواس ويهربون من المحل" مضيفا "المرض من عند ربي". ما لاحظناه على عدد من أصحاب المحلات بما فيها المغلقة أنهم يرفضون وضع الكمامات لأسباب تجارية محضة غير آبهين بصحتهم، فهم يخشون تدني عدد الزبائن المترددين على المحل في حال شكوا أن الموظف الذي يديره مصاب بالوباء. وهناك جانب كبير من الصواب في هذا التفكير، حيث وقفنا شخصيا على عزوف مواطنين من دخول بعض الأماكن لهذا السبب، مثلما كان الحال بالنسبة لسيدتين تحملان حقيبتين كانتا متجهتان نحو حمام شعبي بباب الوادي، أين كنا نقف أمام بابه، عندما كانت مصورة الجريدة تأخذ صورا لبابه وكنا في لقاء مع صاحب الحمام، توقفت السيدتان بعيدا ثم عادتا من حيث قدمتا. الحمامات... مشتلة الفيروسات تعد الحمامات الشعبية والمنضخات من أهم الأماكن التي تشكل فضاء مثاليا لتكاثرالفيروس وتنقله بسهولة. أخبرنا صاحب "حمام الريمة" بباب الوادي أن "80 بالمائة هي نسبة تراجع عدد الزبائن"، مضيفا "هذا ما سجلناه منذ أن بدأ مستشفى القطارفي استقبال الحالات وسماع أخبار الموت، خاصة وأن المستشفى قريب وبالتالي فالأخبار ترد بسهولة لزبائننا" وتطرق محدثنا لطرق التطهير المتبعة في الحمام، وقال "قبلها كنا نبادر بالتنظيف باستخدام الجافيل أما اليوم فالزبون يطلب مرة أخرى الحصول على بعض الجافيل، هو اليوم يهرول لارتداء ملابسه والمغادرة دون ثرثرة". دخلنا الحمام المخصص للنساء نهارا وسألنا فريدة المستقبلة "ألا تخافين من قدوم زبونة تحمل الفيروس" فردت قائلة "أكيد، لكن كيف أعرف أصلا أنها مصابة... هنا يكمن المشكل"، فمحدثتنا تجهل المؤشرات التي تظهرعلى المصاب بأنفلونزا الخنازير. سألناها كيف تتصرفين في حال انتابك شك في إصابة إحداهن بالوباء فردت "ليس بوسعنا فعل شيء، فمنهن من تخبرنا بصريح العبارة أنها مصابة وأنها حضرت للحمام خصيصا للتخلص من الفيروس تحت تأثير الماء الساخن... فكيف عساي أرد على هذا النوع من العقليات". موضحة أن "الطيابات" تستعملن ماء الجافيل لتطهير المكان، وأن الوباء بات موضوع النقاش الوحيد في الحمام. وسألناها عما إذا كانت أي جهة قد اتصلت بهم للمراقبة أو التوجيه أو للتحسيس، فنفت ذلك وقالت " على العكس نحن كنا نود أن يزورونا ليوجهونا لكنهم لم يفعلوا". ركوب الحافلة في زمن الأنفلونزا بات من الممكن اليوم في زمن "أنفلونزا الخنازير" الحصول على مقعد في حافلة مكتظة عن آخرها، فيكفي أن تضع يدك على فمك أو تتظاهر بالعطس حتى تحاصرك نظرات الشك، وما إن تزيد عطساتك تزداد المسافة الفاصلة بينك وبينهم حتى يظهر لك فجأة في عز الأزمة الخانقة طريق مؤدي للحافلة. يقول سيد أحمد وهو قابض تذاكرعلى خط بن عمر – محطة عيسات إيدير "من يعطس يشعر بالإحراج لأن أنظار كل الناس تتجه إليه"، وماذا عن موقفكم أنتم في حال انتابكم شك بأن أحد الركاب مصاب"، فيرد وقد قلب شفته السفلى "لا شيء" مضيفا "هل تقصدين أن ننزله مثلا؟ لا يمكن" ثم يواصل مستهزئا "وماذا لو انتقم مني وقام باحتضاني قبل النزول" ثم ينفجر ضاحكا. "لاحظنا أنه يتم غلق النوافذ بحجة البرد، ألا تخافون العدوى؟ "سألناه فرد سيد أحمد "نفتحها جزئيا، ويوافقني الكثير من الزبائن، لكن هناك من يغلقها" موضحا أن الشجارات كثرت بسبب غلق وفتح النوافذ مند انتشار خبر الفيروس القاتل. "لكن ماذا بوسعنا أن نفعل"، مرجعا السبب "ربما لعدم اطلاع الناس على ما يكفي حول طرق انتقال الفيروس، ففي التلفزيون لم أسمعهم يقولون إن الحافلة تسبب في انتشار هذا الوباء، رغم أن أخت صديقي الطبيبة أكدت لنا ذلك". مقاهي إنترنت بدون نوافذ تجبر لقمة العيش عدد كبير من المواطنين على التردد على أماكن تشكل خطرا على صحتهم، بل ومنهم من كتب له أن يعمل بها، كما هو حال سميرة. ب مسيرة بأحد محلات الإنترنت الموجود في قبو تحت الأرض بباب الوادي، تقول "مجبرة على استخدام هذا الغسول المطهر كلما لمست النقود في التعامل مع الزبائن، كما أن غياب التهوية والنوافذ يزيد الوضع خطوة"، لكنها مع ذلك لا تجرأ على وضع الكمامة الواقية" أحرج من وضعها، كما أن الزبائن سيفكرون أنني مريضة وسيهربون من المحل". وتعبرعن عجزها في التصرف مع زبون تشك في إصابته بالأنفلونزا قائلة "لحد الآن لم يزرنا أي مصاب، ربي يستر". ما لاحظناه من خلال جولتنا هو أن الإجراءات الوقائية والحملة التحسيسية التي تطلقها الجهات المعنية عبر التلفزيون لا تمس واقع المواطنين: الأماكن التي يقضون فيها أكبر جزء من يومياتهم خاصة الأماكن المغلقة بما فيها الحافلات التي يكاد لا يستغني عنها المواطن، كما أن هذه الحملة تسجل لحد الآن هدفا خارج المرمى المقصود، فالتخويف من دون فهم حقيقة الوباء هي النتيجة الأكثر انتشارا وتحقيقا من هذه الحملة لحد الآن. وفاة شخصين بداء أنفلونزا الخنازير بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أكدت مساء أمس مصادر موثوقة من داخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة عن وفاة شخص بمصلحة الاستعجالات إثر إصابته بوباء أنفلونزا الخنازير. وأكدت نفس المصادر التي ساقت الخبر ل "اليوم" أن هذه الحالة سبقتها حالة وفاة أخرى يوم الخميس على الساعة الخامسة صباحا. ونظرا للتكتم الشديد، فقد عمدت المصلحة المعنية إلى عدم البوح بأي معلومات مخافة أن ينتشر الخبر بسرعة البرق لدى عامة الناس فيحدث نوعا من الطوارئ والخوف الشديد. رضوان. خ تسجيل إصابة بأنفلونزا الخنازير في صفوف حجاج بجاية تم أمس تسجيل إصابتين بوباء أنفلونزا الخنازير في صفوف حجاج ولاية بجاية العائدين من ضمن الدفعة الأولى التي تضم 280 حاجا وحاجة. وقد حط ضيوف بيت الله رحالهم بمطار عبان رمضان أين وجدوا في انتظارهم 8 فرق طبية تولت عملية فحصهم للتأكد من سلامتهم، فتم تسجيل حالتين لم يتأكد بعد من صحتها من طرف معهد باستور بالعاصمة ووضعت الحالتين المشكوك فيها في مستشفى خليل عمران للاطمئنان عليهما جيدا.