استغرب العديد من المختصين والخبراء بقاء شريحة كبيرة من المجتمع الجزائري على سلوكها وتصرفاتها المعتادة في حياتها اليومية رغم الظرف الاستثنائي والصعب للغاية الذي تمر به الجزائر مثلها مثل جميع دول العالم، جراء تفشي وباء انفلونزا الخنازير وهذا رغم تسجيل المزيد من الإصابات بفيروس "أ/اش1 ان1" وأكثر من ذلك هلاك 32 شخصا حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. ودعا هؤلاء المختصون عامة الناس إلى عدم التردد في استعمال القناع الواقي كونه سلوكا وقائيا هاما قصد حماية أنفسهم وحماية الآخرين في حالة إصابتهم. ومن بين السلوكات التي كان من المفروض أن تختفي من المشاهد اليومية لمجتمعنا هذه الأيام هي تفادي البصق في الشوارع والعطس أمام الجموع دون الاستعانة بمنديل والإفراط في المصافحة وتبادل القبلات وهي تصرفات تزيد من خطر انتشار حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير بوتيرة سريعة ومخيفة للغاية، خاصة وأن الكمامات الوقائية تكاد تكون غائبة كليا في الشارع الجزائري وهذا رغم الندرة المسجلة على مستوى العديد من الصيدليات بسبب الإقبال الكبير عليها. كما لا يجد هؤلاء الخبراء مبررا للخجل من وضع الكمامات من طرف الجزائريين الذين لا يوجد من بينهم من لا يملك حاليا عددا منها في البيت لكنه لا يستعملها وهي تعتبر من الوسائل الوقائية الهامة لتفادي انتقال الفيروس مِن وإلى الشخص خاصة في الأماكن التي يتجمع فيها الناس كمواقف الحافلات والملاعب وداخل وسائل النقل وغيرها من التجمعات. ويؤكد البروفيسور ياسين بوعافية المختص في التربية الاجتماعية والصحية بأن وضع القناع الواقي هو سلوك وقائي، موضحا أن هذه الوسيلة البسيطة التي لا تكلف الكثير، تسمح في الوقت نفسه بحماية الشخص وحماية محيط الحالة المصابة وبالحد من انتشار الفيروس لإصابة المزيد من الأشخاص وهذا بإيقاع جزيئات اللعاب المنبعثة خلال عملية التنفس والعطاس والكلام في الفخ، علما أن هذه الجزيئات تحتوي على الملايين من الفيروسات سريعة الانتشار تحت تأثير الهواء والضوء وتمنعها من الانتشار في الهواء وبالتالي تحول دون انتقال الفيروس من شخص إلى آخر، علما أن فيروس "ا/اش1ان1" ضعيف ويمكن التخلص منه بسهولة بمجرد غسل اليدين بانتظام واستعمال القناع بالطريقة الصحيحة وذلك بتغييره كل ثلاث ساعات مع الحرص على التخلص منه فورا بعد الاستعمال في سلة المهملات. كما حذر المختص بوعافية من عدم تغيير القناع أوالكمامة بانتظام، موضحا أنه في حالة الاحتفاظ بالقناع نفسه لمدة طويلة وهذا في حالة الإصابة بالفيروس يتحول القناع إلى ملجأ للفيروسات بفعل الحرارة والرطوبة الناجمة عن عملية التنفس. ولهذا الغرض ونظرا لأهمية القناع في عملية الوقاية يدعو المختصون الأشخاص المصابين والأشخاص الأكثر عرضة للفيروس على الخصوص إلى التحرر من عقدة الخجل والالتزام بوضع القناع الذي يبقى من الوسائل الأساسية للسلوك الوقائي. أما الأستاذ إسماعيل مصباح مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، فيؤكد من جهته على أهمية العمل الوقائي والسلوكات الوقائية اليومية التي من شأنها تفادي وقوع عدد كبير من الإصابات بفيروس انفلونزا الخنازير وذلك باعتماد للوقاية. تصرفات سليمة كاستعمال المنديل الورقي عند العطس والسعال والالتزام بشروط النظافة الصارمة خاصة نظافة اليدين الناقلتين للعديد من أنواع الفيروسات والميكروبات بالإضافة إلى استعمال الكمامات الواقية.