ما تزال المساعي على درب المصالحة الوطنية متواصلة على قدم وساق في سبيل تجاوز مرحلة الأحقاد والإنتقال بالدولة الجزائرية إلى مرحلة الديناميكية الإنمائية بعد أزيد من عشرية أخلطت الأوراق وعطلت دواليب الإنتاج، إذ أن الأمر بلغ حد الفتنة التي أدخلت البلاد والعباد في نفق مظلم تحت طائلة "من يقتل من!". وفي سياق تثمين مساعي ميثاق السلم والمصالحة، تحصّلت "اليوم" على بيان موقّع من طرف كل من رئيس اللّجنة الإعلامية بالجماعة السلفية سابقا "أبو عمر عبد البر"، ورئيس اللجنة الطبية "أبو زكريا"، وأمير المنطقة التاسعة بالجماعة السلفية "مصعب أبو داود"، وأمير سابق بالمنطقة الخامسة لولاية تبسة "أبو حذيفة عمار المارشال"، حيث دعا هؤلاء إخوانهم المغرر بهم الذين مايزالون في الجبال إلى وضع السلاح والعودة إلى الحياة المدنية بين أسرهم، مؤكدين لهم أن ميثاق المصالحة الوطنية فرصة لا تعوض فالسعيد من اتعض بغيره والشقي من وضع ذلك وراء ظهره. هذا، وورد في البيان نفسه "كنا رفاقكم بالأمس القريب وكنا قادة لكم! ورغم جهلنا بأحوالكم في هذا الظرف، إلاّ أن قلوبنا معكم، فإننا ندعوكم للحاق بنا والعودة إلى حياتكم في كنف أسركم التي تنتظركم"، مستدلين في ذلك بآيات قرآنية وأحاديث شريفة، فضلا عما دعا إليه علماء الأمة الذين هم ورثة الأنبياء، مصداقا لقول الله تعالى "واسألوا أهل الذكر إن كنت لا تعلمون"، باعتبار العلماء الأقدر على تقدير الأمور بعلم وبصيرة والنظر إلى العواقب بحكمة وتبصر على غرار الشيخ عبد القادر عبد العزيز، منظر الجهاد الذي تراجع عن كثير من مواقفه المتشدّدة. وفي سياق متصل، علمت "اليوم"، أن أطرافا مهتمة بملف المصالحة، قامت بتوزيع النسخ على نطاق واسع بالمناطق الجبلية التي يفترض أنها أماكن يعبرها المغرر بهم، في سياق إفادتهم بأن أبواب التوبة ما تزال مفتوحة، وفي وقت بلغتنا أصداء عن أن 8 إرهابيين بولاية سكيكدة على بعد خطوة من وضع السلاح بوساطة أهاليهم الذين يكونون قد انخرطوا في هذا المسعى منذ أيام بإيعاز من قوات الجيش الوطني الشعبي.