منذ ساعات الصباح الأولى تتعرض بابا عمرو ، و غيرها من أحياء حمص ، لقصف مدفعي عنيف ، متواصل منذ 18 يوما ، نتج عنه وقع العشرات بين قتيل و جريح ، و تم رصد أكثر من 250 قذيفة مدفعية سقطت على سكان الحي حتى الآن . كما أفيد عن وجود مدافع ثقيلة و دبابات تحيط بالمدينة و أحيائها ، و ترافق ذلك مع تحليق لطيران الاستطلاع في أجواء بابا عمرو لكشف المواقع التي يتحصن فيها المنشقون عن الجيش النظامي . و قد ارتفعت حصيلة الضحايا الذين سقطوا أمس برصاص الأمن السوري إلى 106 قتلى ، توزعوا بين مجزرتين ، الأولى في إدلب قتل فيها أكثر من 55 شخصا ، و الثانية في باب عمرو سقط فيها 49 قتيلا . و خسر بابا عمرو أبرز ناشطيه رامي السيد الذي كان يصوّر كل الفيديوهات التي تصل من الحي في الشهور الماضية ، كما كان يؤمن البث المباشر للقنوات . و آخر ما قاله رامي قبل مقتله وفق زملائه إن ما يجري في بابا عمرو إبادة جماعية ، مضيفا أنه يرفض قول المتعاطفين عبارة "قلوبنا معكم" و أن المطلوب هو خروج الناس أمام السفارات . و مع تصاعد العملية العسكرية ، تزداد الأوضاع الإنسانية سوءا ، خصوصاً مع انقطاع الماء و الكهرباء و خطوط الهاتف ، و عجز السكان عن إسعاف جرحاهم أو حتى نقلهم الى المستشفيات التي دمر معظمها ، و من المقرر أن يلتقي اليوم وفد من المجلس الوطني السوري في جنيف رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي ، لإيجاد حل سريع لوقف المأساة الإنسانية في حمص . و كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد دعت السلطات و المعارضة في سوريا إلى الاتفاق فورا على وقف لإطلاق النار ساعتين على الأقل يومياً للسماح بتقديم المساعدات للمدنيين و إجلاء الجرحى في المناطق الأشد تضررا مثل حمص. الجزائر - النهار أولاين