وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى العاصمة المغربية الرباط، في زيارة رسمية تنتهي اليوم،حيث ستلتقي عددا من المسؤولين وتدشن مشروع بناء مقر السفارة الأمريكية.وبحسب معلومات حصلت عليها "العربية"، تلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية بسعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي في لقاء عمل مشترك قبل أن يعقدا سوية ندوة صحافية مشتركة في مقر وزارة الخارجية المغربية، وتتجه بعدها وزيرة الخارجية المغربية لتدشين مقر جديد للسفارة الأمريكية في الرباط وألغى القائمون على إعداد برنامج رئيسة الدبلوماسية الأمريكية لقاء تم الإعلان عنه سابقا مع منظمات المجتمع المدني المغربي، وهذه أول زيارة رسمية لوزيرة الخارجية الأمريكية للمغرب منذ وصول الإسلاميين للسلطة في نوفمبر المنصرم على أعقاب الربيع المغربي الناعم، ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تونسوالجزائر والمغرب إلى مواصلة جهودها لتعزيز الديمقراطية، معتبرة خلال زيارة للجزائر أن على شعوب المغرب أن "تقرر مصيرها بنفسها".وقالت كلينتون "أتيت من تونس وغدا سأزور المغرب، ورسالتي هي نفسها: شعوب المغرب بحاجة وتستحق أن يتم تمكينها من اتخاذ قرارها بنفسها"، وذلك خلال لقاء مع جمعيات أهلية جزائرية في مقر السفارة الأمريكية، في مستهل زيارتها للجزائر التي استغرقت بضع ساعات،وتقوم كلينتون بجولة تستمر ثلاثة أيام في المنطقة قادتها إلى تونس حيث شاركت الجمعة في مؤتمر أصدقاء سوريا وتختتمها الأحد في المغرب الذي وصلت إليه مساء السبت.وأضافت الوزيرة الأمريكية "بالنسبة إلى الأعوام الخمسين المقبلة، تحتاج الجزائر إلى أن تتحمل مسؤولية مكانتها بين الأمم من خلال توفير الازدهار والسلام والأمن لسكانها".وتابعت "والولايات المتحدة تريد أن تكون شريكتكم. شريكة لحكومتكم ولاقتصادكم ومجتمعكم الأهلي بما يؤدي إلى حصول هذه التغييرات الايجابية".وخلال زيارتها، التقت كلينتون نظيرها الجزائري مراد مدلسي والرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تناولت العشاء على مائدته في حضور وزراء الحكومة الجزائرية وعرضت كلينتون دعما أمريكيا لحسن إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من ماي في ضوء الإصلاحات السياسية التي قام بها بوتفليقة،وردا على سؤال لأحد الصحافيين، قالت كلينتون "نحن لا نمول أحزابا سياسية في أي بلد، ما نقوم به هو العمل مع كل الأحزاب السياسية حول كيفية تنظيم نفسها لإجراء الانتخابات ولتكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة".وقالت كلينتون: "نحن في القرن الحادي والعشرين وافهم أن للمجتمع ثلاث ركائز أولها حكومة فعالة ومسؤولة أمام شعبها،والركيزة الأخرى يجب أن تكون القطاع الخاص المتحرك والديناميكي والمنفتح على العالم لإيجاد وظائف وفرص اقتصادية لشعبه، والركيزة الثالثة هي المجتمع الأهلي -أناس مثلكم يعملون لتحسين حياة مواطنيهم والى الغرب، فان علاقات واشنطن مع المغرب تتحسن رغم العائق الذي تمثله قضية الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة المتنازع عليها بين المغرب من جهة وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر من جهة أخرى.وقال مسؤول أمريكي رفيع في الجزائر إن كلينتون تسعى "إلى تشجيعهما المغرب والجزائر على تعزيز العمل معا"، مؤكدا أن "المغرب والجزائر هما بالنسبة إلينا شريكان ممتازان على صعيد مكافحة الإرهاب".وتواجه الجزائر مع دول الساحل عصابات تهريب الأسلحة والمخدرات، فضلا عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي تحصن في مالي التي تخوض بدورها نزاعا مع المتمردين الطوارق،وكانت كلينتون غادرت تونس صباح السبت بعدما وعدت بالمساعدة في إعادة بناء الاقتصاد وتعزيز الديمقراطية.