اكدت ليبيا امام مجلس حقوق الانسان تمسكها بتسليم رموز النظام السابق من المتورطين في جرائم ضد الشعب الليبي وعدم منحهم اللجوء السياسي.ودعا رئيس الوزراء الليبي عبدالرحيم الكيب في كلمته الليلة الماضية امام جلسة مجلس حقوق الانسان المجتمع الدولي الى التعاون لتقديم المتورطين الى محاكمات عادلة وكف شرهم عن بلدنا عقب صدور مذكرات إيقاف من الشرطة الدولية (إنتربول) ضدهم.واوضح ان الكثير من بقايا النظام المتورطين في قتل الآلاف من الليبيين فروا للخارج ولديهم أموال مسروقة ويقومون بأعمال تخريبية تهدد أمن ليبيا واستقرارها.وربط رئيس الوزراء الليبي بين تلك الخطوة وبين المصالحة الوطنية في ليبيا مشددا على انها "عنصر مهم في إعادة الاستقرار والتوازن للمجتمع الليبي وشرط أساسي لبناء ليبيا الجديدة واستفادة من الموروث الاجتماعي الذي يميز المجتمع الليبي".واكد تشكيل لجان للمصالحة تضم وجهاء وشيوخ وقضاة ونخب دينية وسياسية بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني تعمل على تسوية العديد من الخلافات متعهدا بإعادة جميع النازحين الى مسكنهم.ورأى "ان هذه المصالحة لن تتحقق إلا بجلب الجناة الذين ارتكبوا جرائم القتل والاغتصاب وسرقة المال إلى العدالة من خلال توفير محاكمة عادلة وجبر الضرر بتعويض الضحايا في مصالحة وطنية حقيقية يجب الا يستثنى منها أحد بوصفها عمل جريء وشجاع".وشددت ليبيا على التزامها بحقوق الإنسان وحكم القانون كونه ركيزة أساسية في ليبيا الجديدة من خلال تشكيل المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان الذي يرصد انتهاكات حقوق الإنسان ويقوم بجهود التثقيف ويعمل بالتوازي مع الحكومة لصون كرامة الإنسان واحترام حقوقه وحرياته الأساسيةواكد "ان ليبيا تسعى مع مؤسسات المجتمع المدني الى تنفيذ العديد من البرامج بهدف تطوير المجتمع ونشر ثقافة حقوق الإنسان التي شوهت خلال 42 سنة من الإستبداد حقبة النظام الهالك".واضاف تسعى الحكومة جاهدة من خلال وزارة شؤون الشهداء والمفقودين لمعرفة مصير أبناءنا المفقودين وقد تم أخذ عينات ما نسبته 70 بالمئة من أهالي المفقودين للتعرف على الجثث المكتشفة بالمقابر الجماعية في مدن ليبيا.واكد رئيس الوزراء الليبي ان بلاده "على الطريق الصحيح لبناء ليبيا جديدة تتمتع بالمساواة والكرامة وحقوق الإنسان لجميع أبنائها دون تمييز وهي عاقدة العزم على النجاح في التغلب على هذه التحديات وذلك من خلال إعتمادها على أهم قوة وهي الشعب الليبي الذي بذل كل غالي ونفيس من أجل الحرية وأنتصر"