استؤنفت اليوم الخميس، في تونس محاكمة نبيل القروي مدير قناة "نسمة تي في" الفضائية بتهمة "النيل من الشعائر الدينية" وذلك بسبب عرض القناة فيلم الرسوم المتحركة الإيراني الفرنسي "بيرسيبوليس" الذي قال إسلاميون انه تضمن لقطة فيها "تجسيدا للذات الإلهية".ويتهم القروي ب"عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة"، على خلفية بث الفيلم يوم السابع من أكتوبر 2011، والذي أدى إلى أعمال عنف استهدفت القناة وصاحبها بعد أن قال إسلاميون أن فيه لقطة "تجسد الذات الإلهية" وهو أمر يعتبر من "المحرمات" في الإسلام.وفي 9 أكتوبر 2011 حاول متشددون دينيون اقتحام مقر التلفزيون ثم هاجموا بعد خمسة أيام منزل القروي باستعمال الزجاجات الحارقة احتجاجا على بث الشريط الذي تمت دبلجته إلى العامية التونسية.وبعد عرض الشريط تظاهر آلاف من التونسيين في عدد من مناطق البلاد احتجاجا على ما اعتبروه "ازدراء" بالمقدسات الإسلامية من قبل القناة التلفزيونية.وفتحت النيابة العامة التونسية في 9 أكتوبر 2011 تحقيقا في عرض الفيلم بعد أن أقام محامون وجمعيات إسلامية دعاوى قضائية ضد القروي.ونشرت السلطات التونسية الخميس تعزيزات أمنية كبيرة حول محكمة تونس الابتدائية التي ستنظر في القضية للمرة الثالثة على التوالي بعد أن أجلتها مرتين يومي 16 نوفمبر 2011 و23 جانفي 2012.وقبل دخوله المحكمة قال القروي لوكالة الأنباء الفرنسية "هذا اليوم مصيري لحرية التعبير والصحافة في تونس، والحكم الذي ستصدره المحكمة سيكون تاريخيا وذا وقع على المنطقة بأكملها".وأوفدت "الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان" القاضي الفرنسي أنطوان جارابون مبعوثا لمراقبة المحاكمة.وقال القاضي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية انه سيراقب "مدى احترام (المحكمة) المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وخاصة المتعلقة بحرية الصحافة وحرية الإبداع".وأشار إلى أن محاكمة نبيل القروي تمثل "اختبارا حقيقيا للمؤسسات الديمقراطية" التي هي بصدد النشوء في تونس بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية في 14 جانفي2011.يذكر أن فيلم بيرسوبوليس (بلاد فارس) الذي ألفته وأخرجته الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي يروي قصة طفولة فتاة إيرانية من عائلة متحررة عايشت أجواء الثورة الإسلامية الإيرانية التي اندلعت عام 1979 وأوصلت الإمام الخميني إلى الحكم.و"نسمة تي في" التي تأسست سنة 2007 هي ثاني قناة تلفزيونية خاصة تنطلق في تونس.ويملك الأخوان نبيل وغازي القروي 50 بالمائة من رأسمال القناة بينما يملك رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني 25 بالمائة من رأس المال ورجل الأعمال التونسي طارق بن عمار 25 بالمائة.