يدخل كريم بنزيمة إلى نهائيات كأس أوروبا ،2012 وهو شخص مختلف تماما عما كان عليه في 2008 أو 2010 بعد أن تمكن أخيرا من فرض نفسه مع فريقه ريال مدريد الاسباني من خلال لعبه دورا أساسيا في فوز النادي الملكي بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 4 أعوام.يضع بنزيمة نصب عينيه أن يكون خير خلف لمهاجمين من طراز تييري هنري ودافيد تريزيغيه، عندما يخوض غمار كأس أوروبا مع المنتخب الفرنسي الساعي، كما حال مهاجم ليون السابق، إلى تعويض خيبة كأس أوروبا 2008 ومونديال جنوب إفريقيا 201.كان بنزيمة ضمن التشكيلة الفرنسية التي ودعت نهائيات كأس اوروبا 2008 من الدور الأول بعد أن أنهت مجموعتها خلف هولندا واسبانيا، لكن المدرب ريمون دومينيك استبعده عن التشكيلة التي خاضت مونديال جنوب افريقيا 2010 ويمكن القول انه قدم خدمة للمهاجم البالغ من العمر 24 عاما حاليا، وذلك لان منتخب "الديوك" خاض تجربة مريرة في أول مونديال في القارة الإفريقية ليس بسبب الخروج المبكر من الدور الأول وحسب بل بسبب المشاكل التي عصفت في معسكره وعصيان لاعبيه بعد طرد زميلهم نيكولا انيلكا لشتمه المدرب، وفق ما ذكرت رويترز.لكن بإمكان بنزيمة أن يعوض ما فاته والسير على خطى هنري وتريزيغيه اللذين ساهما في قيادة فرنسا إلى لقب مونديال 1998 وكأس اوروبا 2000، وهو سيدخل إلى نهائيات بولندا واوكرانيا في فترة كروية مثالية بالنسبة له لأنه وصل إلى مرحلة النضوج الذي ترجمه بأفضل طريقة خلال الموسم المنصرم مع ريال مدريد بتسجيله 32 هدفا في 52 مباراة ضمن جميع المسابقات، بينها 21 هدفا في الدوري و7 في دوري أبطال أوروبا."اشعر بالثقة التامة وأنا في أفضل حالاتي من الناحية البدنية"، هذا ما قاله بنزيمة الذي توقع له المراقبون أن يكون نجم هجوم منتخب بلاده منذ أن سجل بدايته الاحترافية مع ليون في جانفي 2005 عندما شارك ضد متز (2-0) وهو في السابعة عشرة من عمره.لم تكن مسيرة بنزيمة سلسلة منذ انضمامه إلى ريال مديد عام 2009 مقابل 35 مليون يورو، وذلك خلافا للمشوار الرائع الذي قضاه مع ليون حيث توج معه بلقب الدوري المحلي أربع مرات وتوج معه هدافا خلال موسم 2007-2008 الذي شهد اختياره أيضا أفضل لاعب في "ليغ 1".لم يكن بنزيمة مستعدا ذهنيا وبدنيا للدفاع عن ألوان فريق من طراز ريال مدريد الذي تعاقد في الفترة ذاتها مع النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا، كما انه عانى اجتماعيا في العاصمة الاسبانية لأنه لم يكن يعرف اللغة.والأمر الذي عقد من مهمة بنزيمة في النادي الملكي هو وجود المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين الذي فرض نفسه أساسيا في التشكيلة، ثم اعتقد المهاجم الفرنسي أن الوضع سيتغير مع وصول المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إلى الفريق في صيف 2010.التزام بنزيمة لكن الوضع أصبح أكثر صعوبة عليه بسبب صرامة المدرب البرتغالي الذي لم يكن راضيا على مدى التزام وجدية بنزيمة، وذكرت صحيفة "ماركا" احد الانتقادات التي وجهها مورينيو للاعبه الفرنسي خلال حصة تمرينية: "يجب أن اجعل التمارين في منتصف اليوم لأنك تصل نعسانا عند العاشرة صباحا ولا يتغير وضعك في الحادية عشرة أيضا".في فرنسا، كان لاعب الوسط الدولي السابق لوران بلان قد استلم مهام الإشراف على المنتخب خلفا لدومينيك وكان واضحا حيال اعتماده على بنزيمة في التشكيلة الأساسية ل"تريكولور" رغم انه كان لا يزال مهمشا في ريال مدريد.كانت نقطة التحول في منتصف موسم 2010-2011 عندما تعرض هيغواين للاصابة، فوجد مورينيو نفسه مجبرا على اللجوء الى بنزيمة خصوصا بعد ان رفضت ادارة النادي الملكي التعاقد مع مهاجمين جدد، وحرص المهاجم الفرنسي على الاستفادة من الوضع بافضل طريقة ممكنة ونجح في تحقيق مبتغاه بعدما شكل شراكة متفاهمة مع كريستيانو رونالدو ما ساهم في تسجيله 26 هدفا خلال الموسم.تمكن بنزيمة بالتالي من اجبار مدربه البرتغالي على الثقة بقدراته، مرتقيا الى مستوى الامال التي عقدها عليه مدير النادي السابق الارجنتيني خورخي فالدانو الذي دافع منذ البداية عن المهاجم الفرنسي الذي كاد ان يتسبب بازمة حقيقية في النادي لان فالدانو وثق بقدراته وشدد على اهمية الاستعانة به بشكل اكبر، في وقت كان مورينيو يطالب بضرورة تعزيز صفوف الفريق بمهاجم جديد من العيار الثقيل.استعاد بنزيمة الابتسامة التي غابت عن محياه واستعاد الثقة بالنفس ودفع مورينيو الى الاعتماد عليه بشكل دائم حتى بعد عودة هيغواين الى الملاعب، وكان الفرنسي خلال الموسم المنصرم عند حسن ظن مدربه البرتغالي اذ ساهم بشكل اساسي في فوز النادي الملكي بلقب الدوري المحلي باهدافه ال21 وتمريراته الحاسمة ايضا (7).ما هو مؤكد ان بنزيمة استوعب حجم المسؤولية الملقاة على اي لاعب يرتدي القميص الملكي الشهير وخصوصا اذ كان المدرب من طينة مورينيو. "يجب ان يكون المرء مستعدا طوال الوقت بحضوره. وحتى ان لم اكن على اهبة الاستعداد، فساجده طيلة الوقت خلفي من اجل اصلاح اخطائي"، هذا ما قاله بنزيمة عن مورينيو الذي علق بدوره على وضع المهاجم الفرنسي، قائلا "يبدو لي بانه لاعبا مختلفا تماما عن ذلك الذي شاهدته عندما وصلت الى ريال مدريد. اصبح اكثر كمالية واكثر قوة. كل من في النادي بامكانه رؤية انه اكثر اللاعبين تطورا خلال العام".