التقى أمس الثلاثاء العالم المصري أحمد زويل برئيس الحكومة التونسية حمادى الجبالى فى إطار اللقاءات الرسمية التى قام بها زويل خلال زيارته إلى تونس ضمن برنامج (ضيف الجمهورية) بناء على دعوته من قبل الرئيس التونسى.قال زويل، لابد من الخروج من النظم البيروقراطية من أجل تحقيق التقدم، وهو ما اتفق عليه الجبالى قائلا "البيروقراطية هى العدو الأول للثورة"، مضيفا أن الوضع يحتاج إلى عمل وجهد أكبر بعد الثورة.وأشار زويل إلى أن الوضع بعد الثورة يشبه البركان الذى سيخرج أمورا جيدة وأخرى سيئة، حيث سيظل هذا الوضع خلال مرحلة فقط، مضيفا أنه لن يتحقق التقدم إذا تتحقق النهضة العلمية.وأوضح رئيس الحكومة التونسية أن بلاده تواجه الآن أزمة تتعلق بحوالى 60-70 ألف شخص يعانون الآن من بطالة، ويحصلوا على نفس الوقت على إعانة من الحكومة، قائلا "نحن نشجع ثقافة الكسل، ونقننها، وهذا مظهر من المظاهر السلبية فى مجتمعنا".كما تحدث زويل عن وضع الإعلام خلال هذه المرحلة الصعبة وانسياقه فى بعض الأحيان خلف التيار الشائع، فى حين رأى الجبالى إن الأمر من وجهة نظر يختلف عن ذلك التوجه حيث يرى أن الإعلام يهتم فقط بكونه فى صفوف المعارضة طوال الوقت.كما تناول الجانبان الحديث عن مستوى التعليم والبحث العلمى، حيث قال الجبالى "أطحنا برأس الديكتاتورية والآن ستأتى ثورة على مستوى القيم والعلم"، مشيرا إلى أنه يرى أن الجامعات تخرج الآن "عاطلين عن العمل".أعرب زويل عن إعجابه بفكرة المجلس الوطنى التأسيسى، وبالحوارات التى دارت بينه وبين المسئولين حيث تحدثوا عن المشكلات التى تواجهها تونس بكل صراحة واعترفوا بوجودها، مقتنعين أن الوقت حان لحل تلك المشكلات.وأضاف زويل أن تونس تسير للأمام فى طريق الإصلاح، وأنه يجب أن يكون الشغل الشاغل الآن هو الاهتمام بالعقل البشرى.وقال زويل إن التجربة التركية فى الاهتمام بالعلم مهمة، حيث استطاعت منذ تولى رجب طيب أردوغان رئاسة الوزراء أن تزيد معدل دخلها القومى بحوالى 12 مرة عما كان عليه قبله، حيث اهتم أردوغان بإعادة بناء منظومة التعليم والبحث العلمى، وأضاف زويل أن أغلب الوزراء العرب فكرتهم عن البحث العلمى هى زيادة ميزانيته فقط، مشيرا إلى أنه حتى لو تمت مضاعفتها بنفس المنظومة الموجودة لن يتحقق شىء.وأضاف العالم المصرى أن مدينة زويل كافحت طوال 12 عاما من أجل إنشائها، "ولا أعتقد أننا كنا سنحصل عليها دون الثورة"، مشيرا إلى أنه لابد من مراعاة أن الفكر التقليدى لا يصلح للعمل به بعد الثورة.