قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى -أكمل الدين إحسان أوغلو- اليوم الثلاثاء إن العالم الإسلامى يجتاز أصعب مراحل تاريخه منذ الحرب العالمية الأولى.وأوضح أوغلو فى حوار مع صحيفة "المدينة" السعودية أن الصعوبات التى تجتازها الأمة الإسلامية فى اللحظة الراهنة تحتاج إلى "وقفة تأمل" من خلال لقاء القادة فى القمة الإسلامية التى دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز فى الرحاب المقدسة بمكةالمكرمة يومى 26- 27 رمضان الجارى الموافق 14 و15 أوت المقبل.وشدد أوغلو على أهمية جمع شمل الأمة الإسلامية والتسامى فوق الخلافات ، مؤكدا أن التحول السلمى التدريجى هو الضمانة الأكيدة للاستقرار ومحذرا فى الوقت ذاته من انفجار الأوضاع فى دول تتجاهل تطلعات شعوبها أو تتأخر فى الانتباه إليها ، داعيا الحكام إلى المبادرة وليس المماطلة.وحول دواعى انعقاد القمة قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى " هناك دواعى كثيرة ومتشابكة ، والدواعى هى أن جزءا من هذا العالم وبخاصة فى المنطقة العربية أو الشرق الأوسط يعيش أحرج أيامه منذ الحرب العالمية الأولى ، لأن الشعوب الإسلامية تريد أن يكون لها دور أساسى فى إدارة شؤون بلادها.وأوضح أن "هناك يقظة لدى الشعوب التى باتت تمتلك وعيا سياسيا وثقافيا يختلف عما كانت عليه قبل 100 عام .. نحن نعيش فى عالم جديد وهذا العالم خريطته السياسية تغيرت ، منوها إلى أن الوضع السياسى داخل هذه الدول لن يكون كما كان فى السابق وانما سيتغير والمهم هو أن نكتشف نحن (السياسيون والزعماء والمثقفين).. ما تريده الشعوب، ونعمل على تحقيق تلك الاهداف ضمن تحول سلمى مرحلي".وأفاد أوغلو بأن أولويات القمة هى التأكيد على معنى التضامن الإسلامي، فالمنظمة أقيمت على مفهوم التضامن الإسلامى ، ولتضامن هو الكلمة الأساسية التى تجسد معنى الأمة، وقد اجتاز التضامن الإسلامى عدة مراحل على مدى 40 عاما، أبرزها قمة مكة عام 2005 لأنها وضعت ترجمة عملية للتضامن بعدة أشكال فى إطار تحقيق أهداف معينة سواء فى العمل السياسى أو فى الاقتصاد أو فى التجارة.وأوضح أن التضامن الذى تسعى قمة مكة لتحقيقه هو من أجل تجاوز حالة التشرذم والتمزق التى تعيشها الأمة، وكذلك إيجاد حلول لأزمات تعصف بالعالم الإسلامي.. وضرورة تفهم أن شعوبنا كانت تعيش خارج سياق التاريخ، ومع التحولات الأخيرة فإنها تجتاز أزمات عاشتها من قبل شعوب ودول أخرى سبقتنا إلى الإصلاح السياسى والمشاركة الشعبية.