كشفت مصادر مطلعة على ملفات القمة الحادية عشر لمنظمة المؤتمر الإسلامي المزمع عقدها في العاصمة السينغالية دكار ما بين 12 و14 مارس الجاري، أن أهم الملفات المطروحة على القمة ملف تعديل ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي، وكذا ملفات هامة تتعلق بالتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وبالذات على المستوى الثقافي، وفي مقدمتها كيفية إنجاح تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2011 بالجزائر. وأشارت ذات المصادر إلى أن المشاورات التي قادها منذ شهور الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي التركي البروفيسور كمال الدين إحسان أوغلو، قد أخذت بعين الاعتبار المحطات السابقة لتظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية، والتي لم تكن في المستوى المطلوب ولم تحقق الأهداف المرجوة منها، وأضافت ذات المصادر أن احتضان الجزائر لهذه التظاهرة من شأنها أن تحقق الكثير من الأهداف المرجوة، خاصة وأن المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة الإسلامية تعتبر من اشد المراحل خطورة في تاريخها، وبالذات تتزامن مع العودة القوية والاستفزازية لموجة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وما يحدث في الثورة الإعلامية والتكنولوجية الدولية، والتي أصبحت تعمل على تهديم الهوية الإسلامية، وتستهدف كل القيم الثقافية والفكرية المحلية، زيادة على تحديات الإرهاب والتشوهات الخطيرة التي تلحقها الجماعات المسلحة بصورة الأمة الإسلامية، ويستغلها الإعلام الغربي كسلاح خطير ضد مصالح الأمة الإسلامية. وفي نفس السياق إمكانية استغلال محطة تلمسان كعاصمة للثقافة الإسلامية للتعريف أكثر بمشروع المصالحة الوطنية، باعتبارها احد النماذج التي يمكن أن تبلور في سياق التعايش السلمي والحوار الداخلي بين تيارات الأمة الإسلامية، لإيجاد حلول ومشاريع عيش مشتركة داخليا.ذهبت المصادر إلى أن قمة دكار التي سيحضرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ستخصص للتحديات الثقافية التي تواجه الأمة الإسلامية، وستكلف القمة الأمانة العامة للمنظمة بمتابعة انجاز مشاريع ثقافية وإعلامية تهدف إلى ترقية الحوار والتقارب بين شعوب المنظمة والتعريف بثقافاتها، من خلال تكثيف المناسبات الثقافية المشتركة، وإنجاز مشاريع إعلامية تسعى إلى تحقيق نفس الأهداف، زيادة على الاستفادة من التراث المشترك لهذه الشعوب، واستثمار التيارات الثقافية والفكرية المسالمة والمعتدلة والتي تعمل على توطيد العلاقات بين شعوب المنظمة، وهي الملفات التي ستسند إلى وزراء الثقافة والإعلام في المنظمة، على أن تكون تلمسان محطة لتحقيق هذه المشاريع أثناء احتضانها لتظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية.