طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم، السلطات التونسية ب"إسقاط الاتهامات" الجنائية الموجهة إلى فنانين تشكيليين، اثنين كانا قد عرضا فى يونيو الماضى 2012 لوحات تشكيلية اعتبرها متشددون دينيون "مسيئة للإسلام"، ورأت فيها السلطات "تهديدا للنظام العام والأخلاق الحميدة ".حيث قالت المنظمة - فى بيان لها، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" اليوم الثلاثاء،" إن محاكمة فنانين بتهم جنائية بسبب أعمال فنية ليس فيها تحريض على العنف أو التمييز، هى انتهاك للحق فى حرية التعبير".وأشار البيان، إلى أن النيابة العامة التونسية "تستخدم مرارا وتكرارا قوانين جنائية لخنق التعبير الفنى أو النقدى، حيث تم بموجب ذلك محاكمة مدونين وصحفيين، واليوم فنانين، بسبب ممارسة حقهم فى حرية التعبير".من جهتها، أعلنت وزارة الثقافة التونسية "أنها لم ترفع دعوى (قضائية) بحق أى فنان تونسى، معربة عن تمسكها المبدئى بحرية الإبداع والتعبير فى تونس.كما دعت إلى ضرورة العمل، أن ينص الدستور على الحقوق الثقافية، وأن يقف ضد كافة أشكال الاعتداء عليها أو تضييقها وتأهيل التشريعات المتعلقة بالثقافة والإبداع عموما".وكان فنانان تشكليان تونسيان قد أقاما معرضا فى شهر يونيو الماضى بمدينة المرسى، شمالى العاصمة تونس، احتوى على منحوتات لنساء محجبات، وسط كومة من الحجارة، اعتبره متشددون بمثابة تجسيم لعملية رجم المرأة الزانية فى الإسلام. للإشارة تسبب المعرض فى اندلاع أعمال عنف وتخريب قادتها جماعات سلفية وبلطجية فى ثمانى محافظات تونسية، يومى 11 و12 جوان، أسفرت عن مقتل شاب سلفى برصاص الشرطة وإصابة أكثر من 100 آخرين، أغلبهم من رجال الأمن بحسب وزارة الداخلية التونسية.