سيعقد كل من الجزائر و الاتحاد الاوروبي غدا الخميس ببروكسل الدورة السابعة لمجلس الشراكة الذي سيخصص لافاق التعاون الاقتصادي و الازمة في شمال مالي. و اشار مصدر مقرب من الوفد الجزائري لواج الى ان دورة هذه السنة "تنعقد في سياق ثنائي و اقليمي جد خاص يتميز بتطور نوعي للعلاقات الجزائرية الاوروبية و التغيرات المسجلة في بعض دول المنطقة خاصة في الساحل". و سيمثل مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية الجزائر في هذا الاجتماع بينما سيمثل الاتحاد الاوروبي قبرص التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد. و يعد مجلس الشراكة الجزائري-الاوروبي اعلى هيئة سياسية وضعت في اطار متابعة تنفيذ اتفاق الشراكة القائم بين الطرفين منذ سنة 2005. و يجتمع مرة في السنة لتقييم الانجازات و المشاريع في مجال التعاون. و على الصعيد الثنائي تعد سنة 2012 سنة غنية بالانجازات. و تمكن الطرفان من الاتفاق على مراجعة التفكيك التعريفي المقرر في اتفاق الشراكة و تكثيف الحوار السياسي. و ساهمت الزيارات التي اجراها الى الجزائر كل من كاترين اشتون الممثلة السامية للاتحاد الاوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية و السياسة الامنية و ستيفن فول المفوض الاوروبي للتوسيع و سياسة الجوار الاوروبية في تكثيف الحوار السياسي بين الجزائر و بروكسل. و خلال هذا الاجتماع سيقوم مدلسي بتبادل وجهات النظر حول الوضع السائد في منطقة الساحل لاسيما في مالي الذي يعد شماله محتلا منذ مارس 2012 من قبل جماعات اسلامية مسلحة. و اكد ان "الجزائر ستغتنم هذه الفرصة لتاكيد موقفها الذي يلقى استحسانا لدى الاطراف المالية و الذي يرتكز على ضرورة الخروج من الازمة بطريقة سلمية و متفاوض عليها و دعم القوات المالية و كذا سيادة مالي و وحدته الوطنية". و اشار الى ان "الجزائر تدعو الى التجند من اجل القضاء على الارهاب و الجريمة المنظمة". و من بين القضايا ذات الاهتمام الاقليمي التي ستتم مناقشتها قضية الشرق الاوسط التي تميزت مؤخرا بحصول فلسطين على وضع دولة مراقبة غير عضو في الاممالمتحدة. و حول هذه القضية ستجدد الجزائر موقفها التقليدي الداعم للقضية الفلسطينية و المندد بالعدوان على السكان الفلسطينيين بغزة و باستئناف بناء المستوطنات من طرف اسرائيل. الجزائر بصفتها عضو مؤسس للاتحاد من اجل المتوسط سترافع من اجل تعاون متوسطي و ادماج حوار 5+5 كمحور هذا التعاون الاقليمي. كما سيتم التطرق خلال هذا الاجتماع السنوي الى الادماج المغاربي الذي لا يزال ايضا خيارا استراتيجيا للسياسة الخارجية الجزائرية. و حسب نفس المصدر سيتحدث مدلسي عن "موقف الجزائر حول هذا الادماج القائم على مقاربة تضامنية و براغماتية و تدريجية و حول علاقات حسن الجوار".