روى أحد الشهود، كان على بعد بضعة أمتار من مقر التفجير الانتحاري الذي استهدف ثكنة حراس السواحل وفرقة الدرك الوطني المختصة في حراسة السواحل وكذا فرقة الحماية المدنية، ليلة السبت الفارط، بميناء زموري البحري شرق ولاية بومرداس، أنه شاهد سيارة من نوع "تويوتا هيلوكس" تقترب من المكان متجهة عبر المسلك العلوي للمدينة، وبصورة مفاجئة حاول السائق الترجل من السيارة بعد أن توقف في مقابل الثكنة، يقول: "طلب منه أحد أعوان الأمن الرحيل فترجل من السيارة محاولا الفرار جهة البحر وماهي إلا لحظات حتى انفجرت، حيث تطايرت أجزاء السيارة من محرك وعجلات في السماء. في حين تطايرت أشلاء من جثة الانتحاري ووصلت إلى الشاطئ". في حين لم يتمكن أيا من الشهود الذين يتواجد معظمهم في المستشفى بسبب الجروح المتفاوتة الخطورة التي تلقوها من التعرف أو حتى مشاهدة الانتحاري بسبب الظلمة التي اكتسحت المكان . شاطئ "الصغيرة" يتحدى الألم ويستقبل مئات المصطافين خلال الزيارة التي قادت "النهار" في اليوم الثاني من التفجير الانتحاري إلى شاطئ "الصغيرة" بزموري البحري موقع الانفجار، كانت ساحة المشهد الأليم قد تم تنظيفها تدريجيا، وفي حدود الشاطئ لفت انتباهنا الجمع الغفير من المصطافين الذين اتخذوا أماكن لهم تحت الشمسيات. في حين فضل العديد منهم السباحة والتجول بالمنطقة وكأن لاشيء حدث، تقربنا من البعض منهم، "مريم" ذات العشرين ربيعا تقول: "لا أستطيع الإنكار أنني أحسست بخوف شديد ليلة التفجير الانتحاري وامتنعت عن النزول إلى الشاطئ صباح الأحد، لكنني في المساء حملت أغراضي وجلست تحت الشمسية أستمتع رفقة عائلتي بزرقة البحر ككل يوم". في حين يقول محمد: "كل نفس ذائقة الموت"، ولاشيء يمنعني من السباحة، فقد تعودت على هذا الشاطئ منذ صغري وماحدث قد يصيبني حتى وأنا بمنزلي". السيارة المفخخة مسروقة وتم تفخيخها بغابة زموري صبيحة العملية الانتحارية وأفادت مصادر "للنهار" أن السيارة التي تم استخدامها في التفجير الانتحاري والتي كانت من نوع "تويوتا هيلوكس" تم سرقتها من قبل إرهابيين اثنين من ضواحي بلدية يسر صباح يوم العملية الانتحارية، حيث تم اقتياد السائق إلى إحدى غابات بلدية زموري، ورجّحت مصادرنا أن تكون السيارة تم تفخيخها بالمتفجرات بغابة "الشويشة" التي لازالت اللغز الذي حير مصالح الأمن لطبيعة غاباتها الكثيفة المطلة على شاطئ بلدية زموري، حيث تعتبر معقل الجماعات الإرهابية المسلحة في الجزائر تحت لواء كتيبة الأرقم التي ينشط تحت لواءها أقل من 100 إرهابي، وتعتبر هذه الغابة من أخطر المناطق التي تتسلل إليها الجماعات المسلحة والأماكن التي تعقد فيها الاجتماعات الخاصة بها، وقد تم شحن السيارة بحوالي 350 كغ من المتفجرات وبعد الانتهاء من العملية، تم إطلاق سراح السائق بضواحي بلدية زموري في حدود الساعة الحادية عشر ليلا.