تعتزم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تسمية السفير لدى سورية روبرت فورد سفيراً الى القاهرة، رغم اعتراضات غير رسمية في مصر، مع ترقية السفيرة الحالية آن باترسون لمنصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وتضع التشكيلة الجديدة وجوهاً مخضرمة في شؤون المنطقة في الملفات الحيوية، وتعكس تركيزاً من وزير الخارجية جون كيري على ملفات الشرق الأوسط.ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الإدارة أن كيري سيسمي فورد في منصب السفير المقبل لدى القاهرة، بعد ثلاث سنوات له في إدارة الأزمة السورية من الخارجية. وأضحى فورد وجه سياسة واشنطن في سورية بعد إغضابه نظام الرئيس بشار الأسد بزيارته حماة بعد بدء الاحتجاجات في صيف العام 2011، وصولاً إلى الاعتداء على موكبه ومن ثم مغادرته سورية في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 وتوليه الملف من الخارجية الأميركية.ويعتبر فورد من الديبلوماسيين الأمهر في الخارجية الأميركية وهو يتقن خمس لغات بينها العربية، وعمل عن كثب على جهود تنظيم المعارضة السورية وتشكيل «الائتلاف الوطني» العام الماضي. كما يعود لفورد الدور الأكبر في الضغط على البيت الأبيض لاعتبار الائتلاف «الممثل الشرعي» للشعب السوري.ومن أبرز خطواته أيضاً في رسم الاستراتيجية الأميركية إزاء سورية الضغط لإدراج «جبهة النصرة» على لائحة المنظمات الإرهابية، وهو قرار أثار جدلاً داخل الإدارة إنما رأى فيه السفير ضرورة لتنظيم صفوف المعارضة وتفادي نمو المتطرفين في الشارع السوري.غير أن فورد تحول في المراحل الأخيرة الوجه الأبرز لسياسة أوباما في سورية، وهو ما عرضه لانتقادات حادة من نواب جمهوريين بينهم السيناتور جون ماكين في جلسات استماع لإخفاق السياسة الأميركية على الأرض.وسيتطلب ترشيحه موافقة من الكونغرس لتولي أصعب المهام الديبلوماسية الأميركية في المنطقة وفي ظل الأزمة التي تواجهها مصر وتراجع التأثير الأميركي. ومن المعروف عن فورد حنكته ومهارته في تدوير الزوايا وجمع معظم الأفرقاء على طاولة، وهو ما وظفه في سعيه لتشكيل «الائتلاف السوري» المعارض. لكن سجله في سورية أثار حملات واسعة في مصر ضد ترشيحه، ومطالبات للحكومة الموقتة برفض اعتماده.أما السفيرة الحالية لدى مصر آن باترسون فستتولى حقيبة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في حال موافقة الكونغرس، والتي كان تولاها أخيراً جيفري فيلتمان حتى صيف العام الماضي، ومن ثم اليزابيث جوزنز بالوكالة.