يعيش حوالي 17 عائلة ببلدية القصبة في عمارة مهددة بالانهيار في أية لحظة، حيث بدأت معاناة السكان منذ حوالي 10 سنوات في زلزال بومرداس الذي ضرب البلاد سنة 2003، الذي تسبب في تشقق بعض جدران العمارة، ومع مرور الزمن بدأت أسقف العمارة في التآكل شيئا فشيئا وبدأت أعمدتها الأساسية بالتشقق إلى أن وصل الأمر إلى سلالم العمارة . «النهار» تنقلت إلى عمارة رقم 2 شارع عبد القادر ميسوم المهددة بالانهيار منذ زمن، ونحن ندخل العمارة وكأننا ندخل عمارة مهجورة منذ زمن بعيد، سلالم مكسورة.. أسوار شققة وأعمدة هشة، وما زاد من حدة الأمر عدم وجود أي مكان لتهوية العمارة، ما تسبب في تشكل الرطوبة والروائح الكريهة في كل مكان من العمارة. صعدنا إلى الطابق الأخير من العمارة وهو الطابق الخامس، وعو الطابق الأكثر تضررا، كون سكانه يستعملون الحبل كوسيلة للصعود والنزول عوض سلالم العمارة التي لم يبقى منها سوى القليل. كما يستعمل سكان العمارة صفائح خشبية بدل السلالم للنزول والصعود، نظرا لتآكل سلالم العمارة . السيدة «نادية» من السيدات اللائي تضررن من هذه العمارة، حيث أخبرتنا أنه منذ حوالي أكثر من سنة وهم يستعملون الحبل للنزول والصعود وهم يقطنون في الطابق الأخير ما زاد من تفاقم المشكلة، وفي أواخر شهر أفريل الماضي بينما كانت تحاول النزول لاقتناء بعض الحاجات سقطت من الصفائح الخشبية المستعملة مكان السلالم، وحتى الحبل لم يفلح في مساعدتها، وتم نقلها إلى قسم الاستعجالات أين قضت 3 أيام في قسم الإنعاش، وتقول نادية إنهم يقطنون في العمارة منذ سنة 1962 وهم سكانها الأصليون، مستغربة عدم تدخل السلطات المعنية رغم نداءاتهم واستغاثاتهم العديدة والمتواصلة، حيث قدمت، مؤخرا، عدة عائلات شكاوي عديدة لرئيس بلدية القصبة إلا أنها قوبلت بالرفض، أما الوسيط بين الوالي والشعب في بلدية القصبة فكانت إجابته لهم ب«إذا متوا ربي يرحمكم»، هذه العبارة التي لم يهضمها السكان واعتبروها قمة الاستفزاز واللامبالاة. أما الطابق الأول من العمارة وفي نظرة سطحية لنا وجدناه في غاية الاهتراء، سقفه منهار بصفة شبه كلية، وقد انهار منذ حوالي شهرين تقريبا على رأس شاب صاحب 17 سنة، حيث نقل إلى المستشفى لمعالجة إصابة خطيرة على مستوى الرأس.