تتواجد عمارة بحي محمد بن عيسى بالجزائر الوسطى في وضعية كارثية إذ أضحت مهددة بالانهيار أي لحظة على إحدى المدارس الابتدائية الملاصقة لها·· تعيش حوالي 23 عائلة حالة رعب شديد كل يوم جراء خوفها من انهيار بنايتهم الهشة على رؤوسهم وعلى المدرسة الابتدائية الملاصقة لهم، وحسب السكان فإن هذه العمارة موضوعة منذ سنوات عديدة في الخانة الحمراء، وقد وعدوا بالترحيل منذ حوالي سبعة أشهر، حيث فرح السكان في ذلك الوقت بشكل كبير بعد أن ظنوا بأن معاناتهم ستنتهي قريبا فعمدوا بعفويتهم إلى جمع أغراضهم وإخطار جميع سكان الحي بالخبر السعيد إلا أن آمالهم تلاشت مع طول الوقت، إذ إلى الآن لم يتلقوا أي تبليغ عن موعد الترحيل ، هذا رغم علم المسؤولين على البلدية بخطر هذه البناية ورغم استلام ملفاتهم من طرف لجنة مختصة في البلدية والتي بدورها أودعت الملفات لدى مصالح دائرة سيدي أمحمد، حيث يقول أحد القاطنين القدماء بهذه العمارة التي يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من قرن، أن وعود الترحيل بدأت من سنوات السبعينيات، فالبناية منذ تلك الفترة تعرف عدة تشققات في عدة مستويات خاصة بالنسبة للسلالم التي لا يمكن أبدا لكبار السن استعمالها·· وتظهر خطورة هذه العمارة خاصة من الجانب الخارجي إذ تبدو لكل العابرين لهذا الحي أنها جد مائلة وكأنها ستنهار عليهم في أي لحظة·· وللإشارة فإن هذه العمارة مقسمة إلى جزأين أي ذات بابين، الجزء الخلفي تقطن به حوالي 8 عائلات أما الجزء الأمامي الواقع في قلب الحي والذي يعتبر الجزء الأكثر تضررا فهو يضم حوالي 15 أسرة، وكل شقة في البناية تضم غرفتين مع مطبخ، ومعظم الشقق تحوي عدة عائلات تقطن في نفس المكان·· ومن جهة أخرى فإن أغلب العائلات تضم بينها شباب تجاوز سنهم 40 سنة ولم يستطيعوا الزواج لانعدام السكن وقلة الدخل للبحث عن شقة للإيجار، في حين لم تستفد أية عائلة في هذه البناية من السكن الاجتماعي بحجة أن البناية مبرمجة ضمن مخطط إعادة الترحيل·· ومن صور المعاناة في هذه البناية توجد أسرة لزرق التي تسكن بالطابق العلوي التي يبلغ معدل عمر أفرادها من 38-45 ولم يستطع أي أحد أن يتزوج في هذه العائلة لضيق المسكن إلا الأخ الذي يبلغ من العمر حوالي 39 حيث عمد إلى البناء في السطح لفك أزمته·· كما أن السكان لم يقطعوا الأمل بعد فهم لا زالوا يغدون ويروحون على بلدية الجزائر الوسطى الذين يواجهونهم في كل مرة بنفس الإجابة، حيث يتملصون من المسؤولية ويخبرونهم بأن ملفاتهم قد أودعت لدى الدائرة وهي وحدها من تقرر موعد الترحيل· لهذا فإن السكان يطلبون فقط بترحيلهم في أقرب وقت خاصة أن الدخول المدرسي لم يبق عليه إلا حوالي شهر، فالخطر سيتجدد مرة أخرى على تلاميذ المدرسة الملاصقة تماما بهذه البناية·