أكدت صحيفة "جارديان" البريطانية النفوذ الروسي في سوريا، قائلة إن الاعتراف بأن روسيا تتحكم في خيوط كثيرة في المشهد السوري أجدى وأكثر ذكاء من الحديث عن ضرورة نزول رئيسها فلاديمير بوتين على المطالب الغربية.ورجحت الصحيفة اليوم أن تعمد روسيا، تغليبا لمصلحتها، إلى تفضيل الدخول في حرب باردة جديدة على تقديم تنازلات للغرب، مشيرة إلى أن الأجدى من ذلك هو اغتنام بعض الفرص الدبلوماسية الممكنة في ظل معطيات الموقف الراهن، وعلى رأس هذه المعطيات حقيقة أن بوتين والأسد يرفضان استخدام السلاح الكيماوي، لافتة إلى أن أوباما طالما ردد أن نسبة 98% من سكان العالم وقعوا على اتفاقية حظر استخدام السلاح الكيماوي في حالة الحرب.وقالت "جارديان" إنه إذا كانت روسيا طرفا موقعا على اتفاقية الحظر، فإن سوريا ليست كذلك، داعية إلى استثمار أي فرصة تسنح على غرار مؤتمر السلام حول سوريا الذي دار الحديث عنه في مايو الماضي تحت اسم "جنيف 2"، ومطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالانضمام إلى الاتفاقية والتوقيع عليها.ورأت الصحيفة أنه يمكن آنذاك دعوة روسيا إلى قيادة مسعى دولي للتخلص من الأسلحة الكيماوية المتواجدة في سوريا، وبذلك لن يستطيع الأسد ولا معارضوه استخدام أسلحة محظورة لا يمتلكونها.وشددت في هذا الصدد على ضرورة تأكيد روسيا أنه إذا رفض الأسد التخلص من أسلحته الكيماوية وتم استخدامها مرة أخرى بواسطة أي من الأطراف المتصارعة في سوريا، فإنه يتعين على موسكو وقتئذ دعم وتأييد أي ضربة عقابية فورية.ونوهت الصحيفة البريطانية بأن أوباما فور وقوع حادث استخدام الكيماوي في سوريا، ألغى لقاء مع شخص يُفترض أنه أكثر من يحتاج أوباما الحديث معه في هذا الصدد، هو بوتين، مشيرة إلى أن إلغاء اللقاء جاء على خلفية منح روسيا حق اللجوء السياسي للموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي إداورد سنودن، الذي تطارده أمريكا دوليا بعد اتهامه بكشف عدد من الوثائق السرية.