طبيعة فصل الصيف مختلفة عن فصل الشتاء، إذ ترتفع فيه درجة الحرارة وبذلك تكثر التسممات الغذائية وتتسبب في بعض الأحيان في الموت الأكيد للعديد من الأفراد. وتعتبر التسممات الغذائية من الأمراض الأكثر خطورة في هذا الفصل الحار، وتكون عادة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة التي تتسبب في إتلاف بعض المأكولات السريعة وفساد الأغذية الذي يحصل إما بعوامل بيولوجية أو بالإصابة بالطفيليات أو بالجراثيم. أكلات الشواطىء قد تتحول من لذة إلى نقمة انتقلت "النهار" إلى بعض شواطئ العاصمة واقتربت أكثر من رجال الحماية المدنية وبعض العائلات لتستفسر عن بعض حالات التسممات الغذائية، باعتبار الشاطيء المكان الذي تكثر فيه التسممات الغذائية، فاقترب منا "رابح"، رب عائلة تضم ثلاثة أطفال وأخبرنا أن عائلته بأكملها أصيبت بتسممات غذائية، فقط لأنها اشترت "سندويشات" من أحد محلات الوجبات الخفيفة في شاطئ البحر، وحسبه فإن السبب يعود إلى عدم مراعاة أصحاب المحلات التجارية لشروط النظافة نظرا لكثرة المحلات التجارية والتي لا يراعي أصحابها شروط النظافة، إلى جانب غياب الرقابة الصارمة، حيث قرر السيد رابح عدم اقتناء الوجبات الغذائية خارج المنزل مستقبلا. مصطاف آخر يدعى "سفيان"، يبلغ 23 سنة، قال بدوره "أنا كذلك ضحية هؤلاء الباعة المتجولين، إذ تعرضت لتسمم غذائي عندما تناولت بيضة مسلوقة اشتريتها من أحد الباعة المتجولين، فور تناولها لم أحس بأي شيء ولكن في الليل أحسست بآلام حادة على مستوى البطن فتم نقلي على جناح السرعة إلى الاستعجالات الطبية، ولكن الحمد لله شفيت، لكنني قطعت على نفسي وعدا بعدم شراء أي شيء من هؤلاء الباعة حتى وإن تعلق الأمر بعلبة بسكويت". وتأكدنا من خلال استجوابنا لبعض الأطباء أن أكثر المصابين بالتسممات الغذائية هم الذين يتناولون غذاءهم خارج المنزل، وخاصة المصطافين في الشواطئ، كما أن الإصابة بهذه التسممات تكون نتيجة تناول الأطباق في الأعراس، فهناك حالات كثيرة. كما أشار أحد أعوان الحماية المدنية لتسجيلهم بعض حالات التسممات الغذائية وسط المصطافين جراء شرائهم لما يعرضه عليهم الباعة المتجولون في الشواطئ، فالمواد التي تباع مكشوفة ومعرضة للغبار والدخان وأشعة الشمس وبعض الحشرات كالبعوض. وحسب ما أكده المكلف بالاتصال، سفيان بختي، في اتصال ب "النهار"، فقد سجلت مصالح الحماية المدنية ارتفاعا طفيفا، نوعا ما، في عدد المصابين بالتسممات الغذائية هذه السنة في ولاية الجزائر مقارنة بالسنة الماضية، إذ تم تسجيل خلال شهر جوان على مستوى العاصمة 17 تدخلا للحماية المدنية وإصابة 87 ضحية، في حين تم تسجيل 30 تدخلا وإصابة 49 ضحية في شهر جويلية، يضيف نفس المتحدث. ووفق معاينة ذات المصالح فإن أغلب المصابين بالتسممات الغذائية هم من الشباب، سواء تعلق الأمر بالرجل أو المرأة، وفي بعض الأحيان تم تسجيل إصابة جميع أفراد العائلة بالتسممات. ويتعرض المصابون بالتسممات الغذائية بالأخص إلى التهابات المعدة والأمعاء، والتي قد تكون في بعض الحالات خطيرة وتتطلب دخول المستشفى، وتكون هذه التسممات أخطر إذا ما أصابت امرأة حاملا أو طفلا أو رجلا مسنا، والتي قد تؤدي أحيانا إلى الموت، ويعتبر الأطفال أكثر عرضة للأمراض لأن قدرة التحمل لديهم أقل من قدرة تحمل الكبار. تجنيد 1500 مراقب جودة يقلص مخاطر التسمم ولتجنب الإصابة بالتسممات الغذائية يجب على المواطنين الالتزام بقواعد النظافة الشخصية والعامة، وكذا المحافظة على نظافة الأيدي وكافة الأدوات الأخرى المستخدمة في تحضير الطعام. والتأكيد على نظافة الخضر والفواكه وغسلها بالماء جيدا. وعلى المواطن أيضا مراعاة عدم تناول الطعام والشراب خارج المنازل، خاصة الأطعمة سريعة التلف والمشكوك في أمرها والمنتهية صلاحيتها. ومن شأن التدابير الجديدة التي أعلنت عنها مصالح وزارة التجارة احتواء الظاهرة، من خلال توظيف 1500 عون مراقب للجودة والنوعية إلى غاية سنة 2010، أي بتوظيف 500 عون سنويا من الجامعيين المختصين في علوم التغذية، نظرا للضعف المسجل في تأطير عملية مراقبة السوق، لا سيما في فصل الصيف.