انسحب مقاتلو ميليشيا ليبية يلقى عليها بالمسؤولية عن اسوأ اضطرابات في طرابلس منذ سقوط معمر القذافي من العاصمة يوم الاثنين واتخذت وحدات الجيش الليبي مواقعها في انحاء المدينة. وقتل أكثر من 40 شخصا في اشتباكات بين ميليشيات متنافسة في طرابلس الاسبوع الماضي ما يبرز الصعوبة التي تلاقيها ليبيا في كبح جماح المقاتلين السابقين والمتشددين الاسلاميين الذين يرفضون نزع اسلحتهم بعد عامين من الاطاحة بالقذافي. وكرست اعمال العنف الاخيرة من الغضب الجماهيري ضد الميليشيات في طرابلس حيث تقع اشتباكات عنيفة كثيرة بين الجماعات المتنافسة على الاراضي او بسبب خصومات شخصية. وربما يترك انسحاب مجموعة قوية من المقاتلين الحكومة وحدها في مواجهة التنافس بين الميليشيات التي لا تزال توجد بالمدينة. وتتعهد الدول الغربية القلقة من الوضع الامني في ليبيا بنقل المزيد من الخبرات لبناء الجيش الليبي.وتراقب الدول المجاورة الوضع في ليبيا عن كثب بسبب المخاوف من انتقال العنف عبر الحدود غير المؤمنة خاصة في ظل احتماء متشددين من تنظيم القاعدة في الصحاري الجنوبية التي لا تخضع لسيطرة طرابلس الى حد كبير. وانسحاب المسلحين باتجاه مدينة مصراتة الساحلية التي كانت بؤرة لمقاومة القذافي سيظهر مدى قدرة القوات المسلحة الوليدة على السيطرة على بقية الميليشيات في العاصمة. كما سيمثل اختبارا لقدرة رئيس الوزراء علي زيدان على احكام السيطرة على بلاده مترامية الاطراف. وقال صالح جودة عضو المجلس الامني في البرلمان الليبي ان ميليشيات من مصراتة بما فيها وحدات من مجموعات تسمى درع ليبيا ولواء غرغور الساحلية انسحبت من طرابلس يوم الاثنين. وساد الهدوء طرابلس يوم الاثنين مع اغلاق العديد من المتاجر والمدارس والجامعات ابوابها في العاصمة دعما لاضراب دعا اليه الزعماء المحليون للمدينة للمطالبة برحيل ميليشيات مصراتة. وقال الناشط هشام الوندي "عليهم ان يفهموا اننا نريد جيشا وشرطة وحكم القانون... يجب ان تترك كل الميليشيات المدينة حتى ميليشيات طرابلس نفسها." ربما تكون المهمة ثقيلة. وطرابلس كغيرها من المناطق لا تزال مكانا خطيرا يعج بالميليشيات المتناحرة ويخضع لسيطرة مسلحين اسلاميين وعلمانيين وقبليين.