إنسحب مقاتلو ميليشيا "مصراتة" الليبية، التي يلقى عليها بالمسؤولية عن أسوأ اضطرابات في طرابلس منذ سقوط معمر القذافي من العاصمة، واتخذت وحدات الجيش الليبي مواقعها في أنحاء المدينة. فقد أمهلت السلطات في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) الميليشيات التابعة لهذه المدينة 72 ساعة لمغادرة العاصمة المشلولة منذ، الجمعة الماضي، بسبب الحوادث المرتبطة بانتشار مجموعات مسلحة تتحدى السلطة المركزية وتزرع الفوضى في البلاد في غياب قوات الشرطة والجيش. وقال عضو المجلس الأمني في البرلمان الليبي، صالح جودة، إن ميليشيات من مصراتة بما فيها وحدات من مجموعات تسمى درع ليبيا ولواء غرغور الساحلية انسحبت من طرابلس، أول أمس الإثنين. وساد الهدوء طرابلس مع إغلاق العديد من المتاجر والمدارس والجامعات أبوابها في العاصمة دعما لإضراب دعا إليه الزعماء المحليون للمدينة للمطالبة برحيل ميليشيات مصراتة. وانتشرت عشرات من دبابات الجيش الليبي وجنود ببزاتهم العسكرية، أمس الثلاثاء في العاصمة الليبية بعد صدامات الجمعة الدموية. وكان جنود يتوجهون في آليات إلى وسط المدينة على طول الطريق البحرية يرفعون علامة النصر، في حين أطلق سائقو السيارات أبواقهم تعبيرا عن فرحتهم. وهذا الانتشار الاستثنائي للجيش الليبي يأتي بأمر من وزارة الدفاع وسط توتر شديد بين مجموعات مسلحة من مصراتة وطرابلس. وكرست أعمال العنف الأخيرة من الغضب الجماهيري ضد الميليشيات في طرابلس، حيث تقع اشتباكات عنيفة كثيرة بين الجماعات المتنافسة على الأراضي أو بسبب خصومات شخصية. وربما يترك انسحاب مجموعة قوية من المقاتلين الحكومة وحدها في مواجهة التنافس بين الميليشيات التي لا تزال توجد بالمدينة.