أعلن المجلس المحلي لمدينة مصراته، شرق العاصمة الليبية، في وقت متأخر من أول أمس، عن بدء سحب كافة مليشياته المسلحة من طرابلس، خلال 72 ساعة، بحسب بيان للمجلس، وتسببت تلك المليشيات في مقتل العشرات من المدنيين وسقوط مئات الجرحى خلال اشتباكات على خلفية مظاهرة أمام مقراتها، يوم الجمعة الماضية. وتعهد المجلس، في بيان صحفي له، يوم الأحد، بسحب كافة التشكيلات المسلحة بما في ذلك الدروع العسكرية من طرابلس، وحمل مجلس محلي مصراته المؤتمر الوطني البرلمان المؤقت والحكومة مسؤولية تأمين العاصمة والمحافظة على سلامة ساكنيها من أهالي مصراته المقيمين بالعاصمة، ودعا إلى ضرورة الإفراج عن المحتجزين وتعويض الممتلكات المنهوبة والتالفة لكافة الأطراف. وكانت اشتباكات حادة شهدتها طرابلس، منذ عصر الجمعة، وامتدت لعدة ساعات، عندما خرج متظاهرون في مسيرة حاشدة للمطالبة بإخراج ميلشيات مسلحة من العاصمة، غير أن عناصر من هذه الميلشيات واجهوا المتظاهرين بالأسلحة الثقيلة عندما اقتربوا من معسكر لهم في منطقة غرغور جنوبي طرابلس، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات امتدت إلى مناطق أخرى من العاصمة، بينها تاجوراء شرق، وتدخلت قوات من الجيش في محاولة لإعادة الهدوء، وتمكنت من فضّ الإشتباكات، لكن ظل التوتر سائدا في العاصمة، وبلغ عدد الضحايا جراء تلك الاشتباكات 32 قتيلا و391 جريح من المدنيين -بحسب وزارة الصحة الليبية- فيما قالت مصادر مقربة من المليشيات، إن 16 منهم قتلوا وأصيب العشرات بجروح في تلك الإشتباكات، وكشف المجلس المحلي لمصراته، في بيانه، عن مطالبته ممثلي مصراته في المؤتمر الوطني والحكومة بضرورة تجميد عضويتهم، وقال إن أهالي مصراتة لن يفرطوا في الثورة الليبية وأهدافها، وهم يتابعون الأوضاع لإتّخاذ القرار المناسب، وكانت وزارة الدفاع الليبية أعلنت في بيان لها، مساء أول أمس، أن رئاسة أركان الجيش استلمت منطقة غرغور من المليشيات التي كانت تقيم فيها، ولم يوضح البيان مزيد من التفاصيل حول مصير هذه المليشيات، غير أن شهود عيان قالوا في وقت سابق إنهم شاهدوا عددا من العناصر المسلحة، التي كانت تقطن «غرغور»، والتي فتحت النار على متظاهرين مناهضين لها يوم الجمعة الماضي، تغادر العاصمة من الناحية الشرقية، وعناصر المليشيات المسلحة التي تسيطر على منطقة «غرغور» الراقية، هم في الأساس من سكان مدينة مصراته شرق طرابلس، وقدموا إلى «غرغور»، وسيطروا عليها عقب اندلاع ثورة 17 فيفري 2011، التي أطاحت بحاكم ليبيا، العقيد الراحل معمر القذافي، نظرا لأن تلك المنطقة كان يسكنها كبار رجال القذافي، وتتميز بأن معظم بناياتها من القصور الفاخرة، ويحتج سكان طرابلس بانتظام ضد وجود المليشيات المسلحة في المدينة، وكانت هذه المليشيات قدمت من مدن أخرى؛ للمشاركة في السيطرة على طرابلس، وللمشاركة في الإطاحة بنظام القذافي في اوت من سنة 2011، لكنها لم تغادر العاصمة بعد ذلك، وكان المؤتمر الوطني العام البرلمان المؤقت، وأعلى سلطة في ليبيا قرر الصيف الماضي إخلاء العاصمة من كل المليشيات المسلحة، لكن هذا القرار لم يطبق حتى الآن.