دخل سكان طرابلس أمس في إضراب عام لمدة 3 أيام احتجاجا على أعمال العنف التي أودت بحياة 43 شخصا وإصابة 461 بجروح، خلال مظاهرات شعبية لمطالبة الميليشيات المسلحة بالانسحاب خارج العاصمة طرابلس، في حين فرضت غرفة عمليات ثوار ليبيا حالة الطوارئ في العاصمة لمدة 48 ساعة، بينما اختطف أمس نائب رئيس جهاز المخابرات الليبي مع أحد قادة الثوار، واقتحم عدد من المتظاهرين مقر البرلمان الليبي وأعلنوا الاعتصام به حتى يتم إخراج المسلحين من المدينة. وفي سياق ذي صلة، أدانت منظمة مراسلون بلا حدود أمس بشدة مقتل المصور الصحفي عياد حفيانة التابع لوكالة الأنباء “فساطو”، بينما جُرح عدد من زملائه خلال مظاهرة سلمية أمام المقر العام لإحدى المليشيات. وأعلنت قوات درع ليبيا الوسطى سيطرتها على منطقة غرغور التي وقعت فيها الاشتباكات، واعتبارها منطقة عسكرية إلى حين وضع آلية لتسليمها إلى مؤسسات الدولة. في حين انسحبت الكتيبة المسلحة التابعة لثوار مصراتة التي كانت متمركزة بمنطقة غرغور بعد مواجهات دامية. من جهته أوضح محمد ساسي عضو المؤتمر الوطني العام في ليبيا أن اشتباكات بالأسلحة النارية تجددت أول أمس في تاجوراء الواقعة شرق طرابلس، حيث اشتبكت ميليشيات متنافسة عند نقاط تفتيش أقيمت لمنع دخول المزيد من مقاتلي ميليشيات مصراتة إلى طرابلس. وقال مسؤول بوزارة الصحة إن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب 15 آخرون في اشتباكات تاجوراء. وقال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إنه يحث على ألا تدخل أي قوات على الإطلاق إلى طرابلس، مضيفا أن ذلك “سيكون له تداعيات سلبية وكارثية”، ملمحا إلى سعي قوات من لواء مصراتة دخول طرابلس لتقديم الدعم والتعزيزات للميليشيا التي تم طردها من منطقة غرغور. وفشل لواء مصراتة في الدفع بتعزيزات عسكرية إلى العاصمة الليبية طرابلس لدعم ميليشيا حليفة للواء في المدينة. وتقول التقارير إنه تم صد التعزيزات بعد قتال شرس شهدته المدينة بين الجماعات المسلحة المتصارعة، خلفت مقتل شخص على الأقل وأصيب نحو عشرة آخرون في القتال. وذكر مصدر أمني أن عناصر الكتيبة التابعة للواء مصراته أخلت جميع المقرات التى كانوا يشغلونها وانسحبوا من المنطقة، مشيرا إلى أن بعض المقرات والآليات التي كانت تحت سيطرة الميليشيا تعرضت لعمليات حرق وإتلاف. وكانت المواجهات اندلعت بعد ظهر الجمعة حين أطلق أفراد من ميليشيا من مدينة مصراتة متمركزة في حي غرغور بطرابلس النار على متظاهرين “سلميين” قدموا للمطالبة برحيل هذه الميليشيا عن العاصمة. وفي رد فعل على ذلك، طرد مسلحون لفترة وجيزة الميليشيا من مقارها وأحرقوا جزئيا تلك المقار وسط اشتباكات دامية. لكن تعزيزات أولى من الرجال والسلاح وصلت ليلا من مصراتة إلى العاصمة لتستعيد المليشيا مقارها، قبل أن تعلن قوات درع ليبيا سيطرتها مجددا على منطقة غرغور ومقرات الميليشيا المسلحة.