نظم ما يزيد عن 200 تلميذ في مرحلة التعليم الثانوي بسهل وادي ميزاب اليوم الأربعاء اعتصاما أمام مقر مديرية التربية بغرداية من أجل لفت انتباه السلطات بخصوص ضروف تمدرسهم" عشية اجتيازهم امتحانات البكالوريا حسبما لوحظ بعين المكان . هؤلاء التلاميذ وأغلبهم من أقسام النهائي إلتقتهم "واج" حيث أعربوا عن قلقهم بشأن مستقبلهم عشية إمتحانات البكالوريا للسنة الدراسية الحالية (2014-2013) والتي تميزت بإضراب المدرسين خلال الثلاثي الأول متبوعا باضطراب خطير للتمدرس خلال الأحداث التي شهدتها غرداية". '' ندعو وزيرة التربية الوطنية للإطلاع على الوضعية الكارثية التى آل إليها تمدرسنا خلال السنة الدراسية الحالية التي ساءت بفعل الأحداث التي مرت بها منطقة ميزاب والتي ما زالت تؤثر سلبا على تمدرسنا إلى حد اليوم في مختلف ثانويات سهل وادي ميزاب عشية البكالوريا" يقول أحد تلاميذ ثانوية مفدي زكرياء. ومن جهته يرى أحد تلاميذ ثانوية حي سيدي عباز "أن التمدرس قد اضطرب بشكل خطير" خلال أحداث غرداية حيث غادر عديد الأساتذة المنطقة بسبب العنف. وبدوره ذكر تلميذ آخر من حي القورطي " أن دروس الدعم التي وعد بها تلاميذ أقسام الإمتحانات لم تنظم قط ونلاحظ أن معلومات خاطئة قد أرسلت إلى السلطات المعنية حول وضعية تمدرسنا" على حد تعبيره. للتذكير فإن العشرات من المتمدرسين بمرحلة التعليم المتوسط والثانوي بسهل ميزاب الذي يضم بلديتي غرداية و بونورة لم يتمكنوا من الإلتحاق بمدارسهم منذ جانفي الفارط وقد يضيعون سنتهم الدراسية الحالية سيما بالنسبة لتلاميذ مرحلة التعليم الثانوي. ولا زالت عديد المتوسطات والثانويات موصدة إلى حد الآن بفعل الشعور باللاأمن وانتشار ظاهرة الأفكار المسبقة ببعض أحياء غرداية إلى جانب غياب الأساتذة سيما على مستوى ثانويات سيدي اعباز والقورطي ومفدي زكرياء وفيلالي بالإضافة إلى متوسطات و ابتدائيات تقع بأحياء بلغنم والحفرة والعين . في هذا الصدد صرح أحد أولياء التلاميذ أن "تدهور ضروف التمدرس والعمل بالمؤسسات التعليمية عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها غرداية تتيح نسبة ضئيلة من فرص نجاح أبناءنا " قبل أن يضيف " أن التلاميذ لم يتمكنوا من الدراسة ولم يتم بلوغ أدنى عتبة من الدروس". ومن ناحيته قال أحد المختصين في علم الإجتماع من منطقة غرداية أن التلاميذ يحملون عادة مناخ تمدرسهم الذي تشكله الأفكار المسبقة في مثل هذه الحالات سواء لدى الأساتذة أو المتمدرسين مما يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة بين مختلف الاطراف". وأردف المتحدث في هذا الاطار قائلا" أن المؤسسة التربوية ينبغي أن يتم تحييدها عن كل أشكال العنف والنزاعات الإجتماعية أو السياسية بما يسمح بغرس في أطفالنا قيم التسامح والوئام والتعايش ". ويجمع مختلف شركاء قطاع التربية بغرداية أن هذا القطاع يمر" بأزمة عميقة وتراجع في المردود التربوي لدى التلاميذ ويعود ذلك للأزمة التي مرت بها المنطقة". وإستنادا لأحد مسؤولي قطاع التربية فإن "بعد المؤسسات التربوية سيما منها الثانويات وعدم اهتمام اولياء التلاميذ بابنائهم تعتبر من بين العديد من العوامل التي تغذي المناخ السائد حاليا بقطاع التربية بالولاية". وأكد بالمناسبة أن "جهودا حثيثة تبذل حاليا من أجل الرفع من مستوى تلاميذ مرحلة التعليم الثانوي سيما منهم أقسام النهائي وذلك على بعد أيام قليلة من إمتحانات البكالوريا". وقد إنفضت جموع التلاميذ عقب هذا الإعتصام في هدوء تحت نظر جهاز أمني مكثف .