مقاطعة عمال المستشفيات لعملية التلقيح زاد من خطر انتشار العدوى فعالية اللقاح مقدرة ب50 من المائة بسبب تحول في أحد سلالات فيروس الأنفلونزا سجلت المصالح الصحية على مستوى كافة مستشفيات الوطن، مليونا ونصف المليون إصابة بفيروس «أيش1 أن 1» موسمي، فيما أودت بحياة 30 شخصا حسب مصادر استشفائية، فيما أعلنت الاحصائيات الرسمية عن وفاة 16 شخصا فقط بينهم حوامل وشبان في مقبل العمر .وحسبما أكدته مصالح معهد باستور ل«النهار»، فإن إجمالي الإصابات ب«الأنفلونزا الموسمية» منذ أكتوبر 2014 بلغ مليونا ونصف المليون إصابة، سببها الفيروس الموسمي ل«أيش 1 أن1»، الذي تضرر منه هذه السنة بكثرة صغار السن والحوامل.وحسب المصدر ذاته، فإن اللقاحات المضادة للإنفلونزا تقدر فعاليتها هذا الموسم ب50 من المائة فقط، بسبب تحول إحدى السلالات الموجودة في اللقاح المضاد للإنفلونزا، وهي «أيش2أن3» ومقاومته للقاح، الذي كان وراء زيادة الإصابات بالأنفلونزا، وضعف الحماية التي من المفروض أن يوفرها اللقاح ضده، كما أن فيروس «أيش1 أن1» الذي عاد للانتشار من جديد هو نفسه الذي كان منتشرا سنة 2009، وتسبب في وفاة 35 شخصا.وأوضح ذات المتحدث، أن الأسبوع السادس من 2015، هو فترة ذروة الإصابة بالفيروس، حيث تشير المعطيات إلى أن نسبة الإصابات بالأنفلونزا، فاقت مرتين النسب التي كانت مسجلة في مواسم ماضية، وفي حال عدم تلقيح المواطنين ضد الأنفلونزا الموسم القادم، ستكون هناك كارثة صحية.واستنادا إلى المستجدات، ستشرع منظمة الصحة العالمية في إعطاء توجيهات لتصنيع لقاحات جديدة بسلالات جديدة، بعد حصر أكثر الفيروسات التي كانت وراء تسجيل الكثير من الإصابات، حيث سيتم تصنيعها بداية من شهر جوان القادم.وذكر المصدر ذاته، أن الأمر الذي زاد من تعقيد الوضع، هو عدم تلقي عمال المستشفيات للقاح المضاد للأنفلونزا، وهو الأمر الذي يجعلهم مصدرا لانتقال العدوى، حيث تمت مقاطعة التلقيح من قبل العاملين عند انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح في أكتوبر الماضي، رغم توفير الوزارة ل«كوطة» خاصة بهم، إلا أنه لم يتم استغلاله بتاتا.من جهته، أكد البروفيسور، مصطفى خياطي، رئيس اللجنة الوطنية لترقية الصحة، أن ما حدث في هذه السنة، هو أن فصل الشتاء دخل متأخرا مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كان بداياته في شهر جانفي الماضي، وهو ما زاد من نسبة الإصابات. طوارئ في المستشفيات بسبب "الأنفلونزا الموسمية" من جهتها، وجهت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تعليمة إلى كافة مديري الصحة والمؤسسات الصحية والاستشفائية، لرفع مستوى التكفل بالمرضى المصابين بتعقيدات «الأنفلونزا الموسمية»، التي كانت هذا الموسم حادة جدا. وأكدت الوزارة، أن مستوى الإصابات عرف ارتفاعا كبيرا مقارنة بما كانت عليه في المواسم السابقة، إذ وجهت أوامر لمديري الصحة، لتعزيز التكفل بالحالات المتوافدة على المستشفيات، خاصة تلك المعقدة منها، من خلال الالتزام بالعناية بها والإعلان عن كافة الإصابات الصعبة، مع إرسال عيّنات من دم كافة المصابين إلى المخبر المرجعي لمراقبة الأنفلونزا بمعهد «باستور» بسيدي فرج. وعلى الصعيد ذاته، طلب من مديري المستشفيات، ضمان كافة الوسائل للعناية المرضى المتوافدين عليها، من خلال توفير مخزون إضافي من الأدوية، وكذا عدد محدد من الأسرّة، على مستوى مصالح الأمراض المعدية. مدير الوقاية بوزارة الصحة، البروفيسور إسماعيل مصباح:لابد من مواصلة حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية
أما البروفيسور، إسماعيل مصباح، مدير الوقاية بوزارة الصحة، فأكد أنه لابد من مواصلة حملة التلقيح ضد «الأنفلونزا الموسمية»، لفائدة الأشخاص الأكثر عرضة لتعقيدات الإصابة ب«الأنفلونزا الموسمية»، مع العمل على تعزيز حملات التحسيس حول فائدة التلقيح لكافة فئات المجتمع. وقال الأستاذ إن الوزارة اعتمدت استراتيجية وقائية، تحسبا لأيّة موجة وبائية من «أنفلونزا أيش1أن1»، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية للصحة لم تصدر في الوقت الحالي أية تحذيرات لرفع حالة التأهب، وانتقال مستوى انتشار المرض إلى وباء عالمي. وقال الأستاذ مصباح إن الجزائر على استعداد تام تحسبا لأي طارئ محتمل، موضحا أن المصالح الصحية تشرف على توفير مراقبة صحية مستمرة، في حال تسجيل أي إصابات، كما أن درجة تفشي المرض لاتزال محلية ولم تصل إلى المستوى العالمي.