من غير مقدمات على بساط من تفاؤل، أنتشي كطير سعيد باقتراب ميعاد الحبيب، أستمطر غيوم اللقاء، أحتسي كؤوسا من صفاء وأحمل نجوم الأماني، أجاري رياح الحنين وأحث خطايا سريعا سريعا، أكتم موج حواسي التي صنعها من لهيب اللهيب وألعن طول الطريق التي فعلها فعل الحريق، ففي أقصى الأرض من أنتظره، وقلبي عليه ينادي تعالى، انطلق وإلى الأمام يسير والزمان من قديم قصير، فعلا قصير فهيا حبيبي نعانق ورود الوصال ونزيل عن دربنا أشواك الفراق ونجدد عهود التلاقي، وعلى سنين البعاد نرمي يمين الطلاق ونلقي عليها السلام الأخير.. العزاء الأخير وداعا وداعا بغير إياب، وداعا وداعا بغير رجوع، فلا رحم الله السنين العجاف سنين البعاد، فليس بعد اليوم فراق، ليس بعد اليوم اشتياق فقط جميل لقاء، جاء ربيع الابتسام وانتهى خريف البكاء فكفوا عنا الصياح، النباح من غير انقطاع، يا من زرعتم بذور الشقاق فمن جديد عدنا توأما، وحبنا مهما كدتم فلن يتهدم، شمس الربيع اطلعي شرقا وغربا وفي كل اتجاه، واسقطي أقواس قزح من حنان ليحل الهناء ويعم السرور .كل العطور تزول ويبقى صداها، وعطرك أنت باق حتى تحين مماتي، وبين العصور تلألأ اسمك نجما براقا جميلا أنار طريقي، أضاء حياتي، مدينتي أنت وعاصمة وجودي وحياتي لو أن روما على أنقاضها قامت، سلمت أنك في التاريخ أغلى تراث، ولو أن ليلى وعبلة إلى الوجود طرقتا باب الرجوع، فأكيد أكيد سيعلنك على الأرض سلطانة كل الإناث، يجددن لك عهود الولاء، ويتوجنك ملكة كل النساء، فمن عينيك كتبت كل دواوين الشعراء، تعالي نجدد عهود التلاقي وندفن سنين الفراق. ابراهيم