قدّر الله لوردة الجزائر أن تولد في فرنسا وتموت، بعد عمر طويل، في مصر، لتفدن في بلدها الحبيب الجزائر·· قدّر الله لوردة الجزائر أن تذبل وترحل في عز الربيع دون أن تحتفل معنا بعيدنا الخمسين للاستقلال·· ترحل صاحبة رائعة عيد الكرامة والفدا يا عيد·· ويظل صوتها الشجي صداحا خالدا في قلوبنا نجمة يتلألأ نورها في سماء الفن العربي مدونة بحروف من ذهب في سجل عمالقته ورواده··· لتدعونا الآن حقا وتهتف لنا من بعيد من شرفات الغيوب وغياهب الفناء، زارعة في قلوبنا الأمل وحب الحياة والوفاء لمن نحب، برائعتها من بعيد أدعوك يا أملي وأهتف من بعيد···· فعلا لقد هتفت للجزائر وسيبقى صوتها هاتفا لها رغم فراقها للحياة ضاربة أروع المثل في حب الوطن والوفاء له، كيف لا وقد بقي اسمها مقرونا دوما باسم الجزائر ولم تختر لها لقبا غيره، لقد فارقتنا وهي تنادي: بلادي أحبك فوق الظنون·· رحلت صاحبة رائعة (الوداع)، دون أن تقول لنا (وداعا)·· وتلك حكمة الحكيم القدير، نسأله أن يتغمدها بواسع رحمته ويُسكنها فسيح جناته··