* أنا وزوجي متحابان، وهو متدين، بل يدرِّس الدين، ولكنه لا يقاوم النساء، فإذا تعرض لمهاتفة نسائية فإنه ينسى نفسه، ويحدثها من قلبه، وهن يتصلن بحجة الفتوى أو الاستشارة، وهو يجاوبهن بحجة أنه لا يريد أن يكتم العلم، وعندما تسمع المرأة طريقته في جوابه تطمع به، سواء كانت متدينة أم لا، وتكرر الاتصال لدرجة أن بعضهن يختلقن الأسئلة، وأما النساء غير المتدينات فإنهن يتمادين كثيراً، فزوجي حينها لا يقاوم ويطلبهن للزواج، ثم يكتشف بأنهن أردنه ستاراً لأعمالهن الخبيثة، وبدأت حياتي تتدهور بسببهن، لدرجة أنهن يرسلن له رسائل فاضحة، ويطلبن منه المقابلة غير الشرعية وغيرها كثير، وكلما كلمته يقول أنا أفتي فقط، ولا يرى من نفسه أنه يتلطف معهن كثيراً، وقد طُلِقتُ طلقة بسببهن، ولا أعرف ماذا أصنع معه، وكل من حولي يقول اتركيه يخرج ما بنفسه، وعندما أتركه يتمادى أكثر، لأنه يظن أنني لم أكتشف شيئاً جديداً، فيأخذ راحته. أفيدوني.. * الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد: لا شك أن هذا الأمر الذي ذكرتيه أمر صعب وخاصة للمرأة بل ومقلق لكل امرأة، ومن هنا وقبل الدخول في صلب الموضوع أود أن أذكرك بالآتي: 1- تذكري قول الحق تبارك وتعالى: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة...). الآية. وقوله تعالى مخاطباً نبيه (واصبر وما صبرك إلا بالله) وقوله (ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور). وغيرها من الآيات التي تحث على الصبر. 2- اعلمي أن كل شيء بدأ له نهاية. 3- أن مع العسر يسرا كما ذكر الله. 4- أن المؤمن يبتلى على قدر إيمانه. ثانياً: تهذيب الغيرة، وأن تكون لله وحده لا شريك له، وأن تكون غيرتك لمحارم الله وغيرة على زوجك وأختك المسلمة أن تقع فيما حرم الله، وأن لا تكون غيرة لأجل أن لا تقع عينه أو تسمع إذنه أحسن منك، ومتى كانت النية خالصة وصافية فسيوفقك الله. ثالثاً: استبعد أن يحصل ذلك، وليس استبعادي لذلك تكذيب لكن وُجِدت حالات كثيرة من هذا النوع كان سببها لهيب الغيرة، ومن المعلوم أن الغيرة والعاطفة لابد من ربطها بالعقل والنقل، وإلا تحول الأمر إلى الفراق والانتصار للنفس... ولذلك نجد أن الحق تبارك وتعالى أمرنا بالتثبت قال تعالى (فتبينوا)، والرسول صلى الله عليه وسلم مواقفه واضحة وأكثر من أن تخصى، وذلك كما في قصته مع ماعز والغامديه وقصة الإفك. رابعاً: حلي مشكلتك مع زوجك بالحوار الهادئ والنقاش الهادف، والحوار له أركان وشروط وأساليب، لذلك افتحي الحوار معه مع الحذر من أن تحرق لهيب الغيرة روح التفاهم بينك وبين زوجك، وذلك على النحو التالي: 1- حددي الهدف. 2- ليكن الهدف واضحاً. 3- لابد من وضع نقطة اتفاق. 4- اختاري الوقت المناسب للحوار. 5 ابتعدي عن الغضب ورفع الصوت وإلا سيكون جدلا. 6- ابدئي بنقاط الاتفاق. 7- ليكن لكما حكم ومرجع ترجعان إليه في حالة الاختلاف. 8- أعطي المقابل فرصة الكلام، واحذري المقاطعة. 9- حذار من أنا. 10- اذكري إيجابياته ولتكن منطلقا لا قناعة. 11- اقبلي الحق واحذري رده. 12- ابتعدي عن الانتصار للنفس. 13- لتكن الابتسامة عنوان الحوار. 14- ازرعي الثقة واحذري نزعها.. 15- لا يكن الهدف الانتصار للنفس، وإنما الوصول لحل المشكلة. خامساً: إليك هذه المقتطفات. 1- بقدر ما يكون الثوب ناصع البياض تكون بقعة الأوساخ أكثر وضوحاً. 2- كلنا كالقمر لنا جانب مظلم. 3- يجب أن يكون لدينا مقبرة جاهزة لندفن بها أخطاء من نحب. 4- يقول المثل الإنجليزي: لكي يكون الزواج سعيداً يجب أن يكون الزوج أطرش وتكون الزوجة عمياء. المرأة نوعان: أ- التي تصنع للرجل بيتاً. ب- التي تصنع للبيت رجلا، وهذه الأعظم.. 6- يقول سيدي: يقول الرجل في المرأة ما يريد، ولكن تفعل المرأة في الرجل ما تريد. 7- في قول السباعي: لو أنك لا تصادق إلا إنسانا لا عيب فيه لما صادقت نفسك. 8- يقول السباعي: رب نزهة قصيرة للزوجين حلت مشاكل كثيرة. 9- غيرة المرأة مفتاح طلاقها. وفي الختام أسال الله العلي القدير أن يجمع كلمتكما، ويوفقكما لما يحبه ويرضاه، وأن يعيذنا وإياكما من القواطع والموانع. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.