أتمنى أن تبقى الرحمة التي تميز الشعب الجزائري في رمضان بين جماهير كرة القدم طوال السنة كشف محفوظ قرباج، الرئيس الحالي للرابطة الوطنية لكرة القدم، والأسبق لشباب بلوزداد، أن صيام رمضان يؤثر عليه كثيرا، خصوصا من جانب المأكولات التي يشتهيها أثناء صومه وتفقده أعصابه والسيطرة على نفسه، مما جعله يتنقل في العديد من الأحيان من مقر سكناه بالعاصمة إلى غاية قصر الشلالة وبني سيلمان لشراء اللحم، فضلا عن شراء الأكل بكميات كبيرة دون أن يتمكن من تناوله وقت الإفطار، أين يكتفي بتناول «الشربة والكسرة» التي لا يفرّط فيهما، موضحا في الوقت ذاته خلال حواره مع «النهار» أنه لا يفرط في صلاة التراويح وقراءة القرآن. كيف يقضي قرباج الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك؟ الحمد لله، أقضي شهر رمضان المبارك مثلما جرت العادة في السنوات السابقة، ولو أنه هذه السنة تميز بالحرارة الشديدة، أغتنم وقتي لقراءة القرآن خصوصا أثناء الفجر، كما لا أفرط في الصلوات وخصوصا صلاة التراويح التي لا أتخلى عنها. هل الصيام يؤثر عليك خصوصا وأنك كثير التدخين في باقي الأيام؟ لا أبدا، الصيام لا يؤثر عليّ، لكن بعض الأشخاص هم من يؤثرون علينا وهم صائمون، وبخصوص السيجارة أنا لا أدخن كثيرا في رمضان وأقلل منها حتى أنني أدخن علبة سجائر في يومين أو ثلاثة، عكس باقي الأيام، بسبب تفرغي للصلاة والعبادة وقراءة القرآن، كما أنه في الأيام الأولى من الصيام تكون الأمور صعبة بعض الشيء علي بحكم أنني مدخن، لكن بعد ذلك اعتاد على الأمر وأستطيع الاستغناء عن السيجارة مثلما أستغني عن الأكل والماء طوال اليوم، ورغم هذا الصيام يؤثر عليّ من جانب آخر»يغلبني بعينيّ» لأنني أشتري كل ما أجده أمامي وبكميات كبيرة، وبعد ذلك لا أتناول منه شيئا، وأظن أن هذا الأمر ليس تبذيرا مني لأنني أملك عائلة كبيرة والمأكولات التي أشتريها تُستهلك. إذا لست كثير الأكل في رمضان ؟ نعم، أؤكد لكم ذلك، فأنا من الذين لا يتشرطون في الأكل، وأتناول ما أجده فوق المائدة وفقط، كما أنني أحب كثيرا «الشربة والكسرة»، لا أفرط فيهما أبدا طوال رمضان، ورغم ذلك أفقد السيطرة على أعصابي وأشتري العديد من المأكولات لأنني أشتهي كثيرا الأكل وأنا صائم، وتنقلت مع أصدقائي من العاصمة إلى غاية قصر الشلالة وبني سليمان من أجل شراء اللحم، وأتذكر أيضا أنه في وقت سابق كان شهر رمضان يتزامن مع فصل الربيع وهو ما كان يدفعني للتنقل وأنا صائم إلى المدية لشراء «الجلبانة»، وهذه خصوصية رمضان بالنسبة لي. هل أنت كثير الشجار في رمضان أم هادئ؟ وأين تفضل قضاء أغلبية وقتك؟ أبدا.. لم يسبق لي وأن تشاجرت في رمضان أو حتى الدخول في ملاسانات، سواء في شهر رمضان أو طوال أيام السنة الأخرى، فأنا من الأشخاص الذين «يوسعو خاطرهم بزاف»، وأكون دائما هادئا وقليل النرفزة، فليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، وأفراد عائلتي يتمنون دوام رمضان لأبقى هادئا، أما بالنسبة للمكان الذي أفضله لأقضي وقتي، فأنا أحب البقاء كثيرا في المنزل وأقصد الأسواق الشعبية، أين لا أتعرض للضغط وأتجول فيها و«نشلل عيني» لقضاء الوقت، كما أفضل أيضا الذهاب لزيارة الأقارب ولا أحب كثيرا التواجد في مدينة جيجل التي أقصدها كثيرا في فصلي الصيف والخريف عكس شهر رمضان. بحكم منصبك كرئيس للرابطة، هل سبق وأن دخلت في خلاف مع أحد رؤساء الأندية خلال رمضان؟ حقيقة خلال شهر رمضان الكل يزعجك من أجل أسباب تافهة وأمور صغيرة يمكن أن تحل بطريقة سريعة، وهو الأمر الذي يدفعني في بعض الأحيان للنرفزة بسبب هذه الأمور مع بعض رؤساء الأندية الذين أصبحت أقول لهم عند اتصالهم بي «اتركوا هذا الأمر وسنتحدث عنه بعد العيد»، وهذا هو الحل الذي وجدته للهروب من هذه الأمور الصغيرة التي تضخم كثيرا، خصوصا وأن رمضان في السنوات الأخيرة تزامن مع فترة توقف البطولة وانتدابات اللاعبين أين يكثر العمل. مع اقتراب عيد الفطر، هل تحب الحلويات كثيرا وهل تصوم أيام الصابرين؟ في حياتي لم أتناول الحلويات التي يحضرونها في المنزل خصيصا ليوم العيد، وأنا عادة لا أحب الحلويات سواء التي تحضر في المنزل أو في الخارج، وهذا أمر اعتدت عليه منذ صغري، أما بالنسبة لصوم ستة أيام من شهر شوال فأفضل دائما الخضوع للراحة لأيام قبل أن أصومها، وهذه هي الحكمة منها، وصوم ستة من شوال للأشخاص الصابرين فقط ومن يملكون الشجاعة، ولا أفعل مثل الذين يقولون أنهم يفضلون صوم ثاني أيام العيد أو ثالثه بغرض البقاء في جو رمضان الذي اعتادوا عليه. ما رأيك في لعب مباريات أثناء نهار رمضان؟ صوم رمضان ليس سهلا على اللاعبين، فالأمور تختلف كثيرا عندما تلعب المباريات، وأؤكد أنه ليس من السهل القيام بذلك بفضل العديد من العوامل، كما أنه أيضا ليس سهلا أن تكون رئيس فريق خلال شعر رمضان لأن كل الجزائريين مدربون عندما يتلعق الأمر بكرة القدم، وهو ما يصعب من الأمر على الرؤساء، وسبق وأن عشت نفس التجربة لما كنت على رأس شباب بلوزداد. هل من رسالة توجهها لجمهور الكرة في الجزائر خلال شهر رمضان؟ أتمنى أن تبقى وتستمر الرحمة التي تسود الشعب الجزائري في جميع أنحاء بلادنا خلال شهر رمضان المبارك، بين جماهير كرة القدم وتقوى الرحمة بنيهم والتآزر ونتمكن من العيش في أمن وسلام، وتغلب الروح الرياضية بين جماهير الأندية في باقي سائر الأيام، لأن الكرة لم تخلق لتفرق بين الشعب الواحد، وأقول لأنصار جميع الفرق «بركات» تعبنا من أحداث العنف التي نتمنى أن تزول إن شاء الله. كلمة أخيرة نختتم بها هذا الحوار؟ أدعو الله أن يتقبل منا صيامنا وجميع المسلمين، وأقول لجميع الشعب الجزائري والأسرة الرياضية والإعلامية رمضان مبارك أعاده الله علينا بالخير والربكة، وصحّ عيدكم. حاوره: عبد المالك عداد
موضوع : رمضان يغلبني ناكل فيه بعينيّ وأتنقل من العاصمة إلى قصر الشلالة وبني سيلمان لشراء اللحم 4.00 من 5.00 | 2 تقييم من المستخدمين و 2 من أراء الزوار 4.00